Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 021 (Jesus' Childhood)

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

أوّلاً: الحوادث التاريخية حول ولادة المسيح (لوقا ١: ٥ إلى ٢: ٥٢)٠

٧. طفولة يسوع (٢: ٣٩ – ٥٢)٠


لوقا ٤١:٢- ٥٢
٤١ وَكَان أَبَوَاهُ يَذْهَبَان كلّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. ٤٢ وَلَمَّا كَانتْ لَهُ اثْنَتَا عَشَرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. ٤٣ وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ, وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. ٤٤ وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ, ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ, وَكَانا يَطْلُبَانهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. ٤٥ وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانهِ. ٤٦ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكل, جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ, يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. ٤٧ وَكلّ الّذينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. ٤٨ فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ اندَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ, يَا بُنَيَّ, لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا. هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ. ٤٩ فَقَالَ لَهُمَا, لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَاننِي. أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي.. ٥٠ فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الّذي قَالَهُ لَهُمَا. ٥١ ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَان خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. ٥٢ وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَان يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنّعمة, عِنْدَ اللَّهِ وَالنّاس٠

أمرت الشريعة كلّ عضو في العهد القديم يبلغ الثانية عشرة مِن عمره فما فوق أن يحجّ إلى أورشليم، ثلاث مرّات في السنة، في عيد الفصح وعيد العنصرة وعيد المظال (خروج ٢٣: ١٤-١٧ و٣٤: ٢٣ وتثنية ١٦:١٦) ولكن لبعد المسافات لم يقدر الكثير أن يسافروا إلاّ مرّة واحدة في السنة فصار عيد الفصح هو العيد الكبير في الأمّة كلّها

ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة، توجّب عليه لأوّل مرّة أنْ يذهب إلى القدس محور العالم، حيث يسكن الله الواحد، الّذي لا إله إلاّ هو. فإليه اشتاقت كلّ افكار الصبي وهو هدف قلبه وغاية أمانيه٠

ماذا رأى في القدس؟ ألوف الحملان المذبوحة! لأنّ كلّ الحجاج ذهبوا إلى أورشليم ليتذكّروا غضب الله المار بهم. ففكرة (حمل الله) أثّرت بعمق في نفس الصبي. ففهم المبدأ أن ليس أحد يستطيع الاقتراب مِن الله بدون دم. فالذبيحة أصبحت شعار حياته لأنّه كان معينّاً حمل الله. فاتحاً لنا الباب إلى الآب٠

وعاش يسوع بلا خطيئة قدّوساً دائماً. فانجذب بكلّ حبال قلبه إلى الله مصدره ونسي أمه وأباه بالتبني، ونسي العالم والطبيعة وامتصّ العِلم مِن مُعلمي البرّ الّذين فسّروا في أروقة الهيكلّ التوراة والانبياء للحجّاج. وكانوا مستعدّين ان يجاوبوا الفتيان ايضاً، إن سألوهم أسئلة هامّة٠

فسأل يسوع الكتبة بكلّ اهتمام، وأجاب عن أسئلتهم بطريقة لفتت الانتباه إليه. فتراكض المعلّمون إليه، ليباحثوه. فصار الصبي محور الهيكلّ، بدون استكبار. لأنّ الناضجين شعروا تلقائياً أنّ حكمة الله، كانت متكلّمة مِن الصبي النادر. وبعضهم تأثّر بشخصيته، فأخذوه معهم إلى بيوتهم، وأعطوه طعاماً وأكملوا المباحثة معه إلى الليل، لأنّ نفس الصبي عاشت متعمّقة في كلمة الله٠

كان والداه عند ذاك يظنّان أنّه مسافر في القافلة مع أصدقائه إلى الناصرة، عن طريق وادي سهل نهر الأردن. واضطربا فزعاً عندما علما أنّه لم يكن مع العشيرة، ولم يعلم أقرباءه وأصدقاءه أين كان. فركض والداه صاعدين في الصحراء المنحدرة إلى أورشليم، خائفين عليه. وطلباه عند أقربائهم، فلم يجداه. وأخيراً توجها إلى الهيكلّ فوجداه وسط المعلمين المحترمين المزدحمين حوله. ففزعا عليه لأنّهما ما كانا مثقّفين كثيراً. وكانا قرويين ساكنين منطقة جبلية، غير معتادة على ضجيج العواصم٠

ولم يقل يوسف شيئاً لئلاّ ينفجر غضباً، أو لأنّه لم يكن الشخص القوي في العائلة. فمريم لم ترد أن تعارض غيرة الصبي إلى كلمة الله، ولا أن تقلّل مِن اللوم لعصيانه. فأوضحت ضيقهما ودلّت خصوصاً على أبيه يوسف، الّذي خاف معها كثيراً على الصبي، لئلاّ يخطفه الخاطفون أو يضيع في الصحراء، أو يموت وتفترسه الوحوش. عندئذ طعن الرّوح القدس بواسطة يسوع عدم إيمان والديه. فسألهما لماذا تطلبانني؟ الم تتأكّدا أنّ الله يحفظني!؟ لقد أتيت إلى بيته لأسجد له، فلا يتركني، هو حمايتي وحصني وصخرتي٠

وأكثر مِن ذلك، فقد تأكّد يسوع بدراسته التوراة أنّ الله العظيم الخالق وضابط الكلّ، ليس بعيداً عنه وغريباً، بل هو أبوه الحق والجوهري. فلم يتجاسر انسان في العهد القديم إلاّ يسوع، أن يسمّي الله أباه الشخصي. لأنّ هذا القول كان امتياز المسيح المنتظر فقط (٢صموئيل ٧: ١٤؛ مزمور ٢: ٧ و٨٩: ٢٧). نعم كان الشعب يعتبر نفسه فتى الله، ويسمّي الأزلي أباه، ولكن هذا لا يعني ولادة حقّة مِن الله بل مجازاً٠

فنطق يسوع بالإعلان الأسمى للعهد الجديد وعمره اثنتا عشرة سنة إنّ الله ليس مخيفاً بعيداً بل هو ابوه. فعرف في هذا العمر بكلّ وضوح سرّ الثالوث الأقدس وبنوّته الخاصّة وابوة الله له بلا شك. وبهذه الكلمة غلب العهد القديم وكلّ الأديان مبدئياً، وفتح لنا الطريق إلى الله، لكي نستطيع بعد مصالحتنا أن نسمّي الله أبانا الّذي في السماوات. أن لحما ًودماً لم يعلن هذه الحقيقة له. بل أبوه القريب منه٠

والله سبحانه وتعالى، لم يعطه معرفة أبوّته فقط، بل أيضاً القوّة ليثبت فيه. فعلم يسوع أنّه ينبغي له أن يثبت بلا انقضاء فيما لأبيه. فمحبّته وفرحه وسلامه ولطفه وحقه وقوّته، كانت كلّها الرحاب الرّوحي الّذي عاشه يسوع. فسلطان الله والوهيّته الكاملة، ظهرت في الصبي وعمره اثنتا عشرة سنة. هل أدركت شعار حياتك هل بقيت في ماضيك فيما لأبيك؟ أو أنّك لم تدرك الله أباك بعد؟ تعمّق في كلمة يسوع فتحيا إلى الأبد٠

وتكلّمت مريم إلى يسوع أنّ يوسف هو أبوه. وجاوبها الصبي بصواب أنّ الله هو أبوه لا غيره. فلم يتكلّم بهذه الكلمات صوت الفتى البالغ إثنتا عشرة سنة، بل الرّوح القدس الساكن فيه ببرهان الحق. ولكن هذا الرّوح عينه أرشد المولود مِن الله لإطاعة مباشرة تُجاه والده بالتبنّي فلم يذهب معه مستاءً بل متواضعاً مطيعاً وموافقاً. فنزلوا معاً إلى وادي الأردن العميق دليلاً على نزوله مِن شركته بالله إلى مستوى الحياة البشريّة في العائلة والقرية والمهن الّتي تعلّمها، وساعد أباه الّذي كان نجّاراً٠

وبقي يسوع مِن هذا الوقت إلى سن الثلاثين مستتراً عن التاريخ نامياً في قوّة الله أبيه غير تارك رحابه. ولمّا مات أبوه بالتبني يوسف، بقي أيضاً في حالة الخفاء وأخذ مهمة إعالة العائلة على كتفيه. واشتغل بيديه ووثق بعناية أبيه، كما نقرأ ذلك في متّى٦: ١٩- ٣٤. فلم يصر يسوع مثقفاً أو فيلسوفاً بل صانعاً ثابتاً في قوّة الرّوح القدس، ومحبوباً عند كلّ النّاس. أليس هذا الشعار الثاني لحياتك أَلاّ تستكبر متمنياً الصعود في درجات الحياة، بل تبقى متواضعاً مجتهداً في المهنة الّتي وضعك الله فيها٠

الصّلاة: أيّها الإله القدّوس أنت الأزلي البار الجبار. نحن بطّالون ولكن بالمسيح يسوع أصبحت أبانا الحق اغفر لنا ذنوبنا واملأنا بروحك القدّوس لنقدّس اسمك الأبوي، قولاً وفكراً وعملاً بصلواتنا وإيماننا٠

السؤال ٣٠: لماذا قال يسوع «ينبغي أن أكون فيما لأبي». وماذا يعني هذا؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:09 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)