Home -- Arabic -- Revelation -- 257 (Yes, I Come Quickly!)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٧.٧ - عضمانة يَسُوْع المَسِيْح لتحقيق نبوءاته (رؤيا ٢٢: ٦- ٢١)٠
٥- نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا. (رؤيا ٢٢: ٢٠)٠
رؤيا يوحنا اللاهوتي ٢٢: ٢٠ ٢٠ يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهَذَا نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا. آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع٠
يشهد يَسُوْع في نهاية إعلانه للمرَّة الرَّابعة والأخيرة قائلاً: أَنَا آتِي سَرِيعًا (٣: ١١؛ ٢٢: ٧، ١٢، ٢٠). لقد تكرَّر هذا الموضوع في سفر الرُّؤْيَا بهذه الكثرة لكي يفهم البطيئو الفهم والثَّقيلو السَّمع روحيّاً أخيراً أنَّ الزَّمان مقبلٌ على نهايته، وغاية تاريخ العالم تقترب. ملك الملوك الدَّيان واقفٌ على الباب ويقرع بصوتٍ مسموعٍ (رؤيا ٣: ٢٠)٠
هل تُبنا وغيَّرنا أذهاننا؟ هل حقَّقنا الانقلاب الحاسم لحياتنا وركَّزنا أنفسنا مع مالنا وخطط إجازاتنا وطموحات مهنتنا على الرَّب الآتي؟ سُئل صانع أحذية يُحبُّ الرَّب ماذا يفعل طوال اليوم، فأجاب "إنَّني أنتظر الرَّب وإلى جانب ذلك أُصلح الأحذية". هل الرَّب الآتي هو أولويَّتنا العُظمى في حياتنا، أم أنَّه مجرَّد موضوع بين أمورٍ أخرى؟ ينبغي لنا كمَسِيْحيين أن نتوب لأنَّ الرَّب يهيب بنا أربع مرَّاتٍ قائلاً: ها أنا آتي سريعاً٠
يقول الرَّب "نعم": يبدأ يَسُوْع آخر وعوده الأربعة بخصوص مجيئه السَّريع بالكلمة الصَّغيرة "نعم". و"نعم" هذه هي مِن أهمِّ الكلمات في سفر الرُّؤْيَا٠
يقول الرَّب "نعم" لديناميكيَّة وفاعليَّة تاريخ الخلاص مع تطوُّراته في المستقبل القريب. إنَّه لا يترك كنيسته حتَّى يُحقِّق غايته (يُوْحَنَّا ١٠: ٢٧- ٣٠).بمجيء يَسُوْع المَسِيْح وحده ستتحقَّق وعود سفر الرُّؤْيَا تماماً٠
يقول الرَّب "نعم" لكلِّ كلمةٍ في إعلانه. إنَّه يؤكِّد جميع الحقائق التي أوحى الملاك بها للشَّيخ الجليل في منفاه، فيُثبِّت الرَّب بذلك أحكامه وكذلك بركاته التي كان قد نقلها بواسطة ملاكه٠
يقول الرَّب "نعم" لكنيسته رغم أنَّها ما زالت لديها أخطاء ولطخ وشوائب وأيّ عيوبٍ أخرى. وفي رسائله إلى الكنائس أمر كلَّ واحدٍ مِن قادة الكنائس السَّبع وأعضاء الكنائس أن يغلبوا كلَّ ضعفاتهم وخطاياهم وتجاربهم بقوَّة الرُّوْح القُدُس كشرطٍ أساسيٍّ لمجيئه٠
يقول الرَّب "نعم" لك. إنَّه يقبلك كما أنت. إنّه يقبلك لمدرسته الحيَّة ويُربِّيك ويُعلِّمك في تفكيرك وأحاسيسك ورغباتك كي يحوِّلك إلى صورة أبيه وصورته هو (تكوين ١: ٢٧؛ متَّى ١١: ٢٩؛ رومية ٨: ٢٩ وآيات أخرى). أنت مقبولٌ مَن الرَّب، فهل قبلته أنت أيضاً وقبلتَ خطَّته؟٠
يقول الرَّب "نعم" لسِرِّ الثَّالُوْث الأَقْدَس، ويعترف بأنَّه لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئاً بدون أبيه. ويعترف في الوقت نفسه بأنَّ الآب حالٌّ فيه، وهو الابن يَعمَلُ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ (يُوْحَنَّا ٥: ١٩- ٢٣). إنَّ جميع أحداث وجميع أحكام سفر الرُّؤْيَا هي أعمالٌ مشتركةٌ لله وحَمَله في الرُّوْح القُدُس٠
يقول الرَّب "نعم" للهلاك العادل للثَّالوث الشَّيْطَاني وأنصاره. سيدخل كلُّ مَن لا يريد التَّحرر مِن أبي الكذب إلى دينونة ابن الله في بحيرة النَّار. يقول الرَّب "نعم" لنفسه ولمجيئه في المجد. أربع مرَّاتٍ يؤكِّد في سفر الرُّؤْيَا أنَّه آتٍ حالاً وسريعاً وأنَّه سعيدٌ بكلِّ شخصٍ ينتظره. فتشجَّع وتشدَّد إذاً، الرَّب آتٍ بالتَّأكيد٠
كيف نستجيب للوعد بأنَّ يَسُوْع آتٍ؟: نُواجه امتحاناً في نهاية سفر الرُّؤْيَا: ما هو جوابنا لوعد ربِّنا نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا؟ هل تصدر "آمين" مِن قلوبنا... "نعم تعال سريعاً أيُّها الرَّب يَسُوْع"؟ هل ننتظر حقّاً ربَّنا ومخلِّصنا وديَّاننا؟ كم مرَّة نُفكِّر فيه خلال اليوم؟ هل نشتاق له ولمجيئه كما تنتظر العروس عريسها؟ كيف نُعِدُّ لمجيء يَسُوْع المَسِيْح في حياتنا، وفي كنيستنا، وفي أمَّتنا، وفي خدمة التَّبشير في العالم؟
يقول يَسُوْع لنا: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ (يُوْحَنَّا ١٤: ١٥). كم وصيَّة وأمراً ليَسُوْع مِن الأناجيل الأربعة تعرف حقّاً؟ لا يطلب يَسُوْع منَّا أن نقول أقوالاً وقد غلبَنا التَّأثُّر ولا نفعل أفعالاً (يُوْحَنَّا ٢١: ١٥- ١٧)، بل سيُجيبنا في الدَّيْنُوْنَة الأخيرة: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ (أو لم تفعلوه) بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ (أو لم تفعلوا) (متَّى ٢٥: ٤٠- ٤٥؛ انظر أيضاً مَزَامِيْر ٢٤: ٧- ١٠؛ إِشَعْيَاء ٤٠: ٣- ٥؛ متَّى ٢٥: ١- ١٣؛ وآيات أخرى)٠
أمَّا اسم "يَسُوْع" فيبقى تعزيتنا ونحن بانتظار مجيئه. وهذا الاسم مذكورٌ ١٣ مرَّة في سفر الرُّؤْيَا (١: ١، ٢، ٥، ٩ "مرَّتين"؛ ١٢: ١٧؛ ١٤: ١٢؛ ١٧: ٦؛ ١٩: ١٠ "مرَّتين"؛ ٢٠: ٤؛ ٢٢: ١٦، ٢٠) وككُلٍّ ٩٧٥ مرَّة في جميع كتب العَهْد الجَدِيْد. إنَّ اسم يَسُوْع، الذي يعلو كلَّ ما عداه مِن الأسماء، معناه "يهوه الرَّب يُساعد ويُخلِّص ويظفر"، ولذلك نجرؤ على الاعتراف بخصوص الفقرة الحاسمة المتعلقة بالإعداد لمجيئه:
صلاة: أيُّها الرَّب يَسُوْع، أنت ملك الملوك وربّ الأرباب، وقد اعترفت بأن تأتي سريعا. إنّك الحق المتجسد، ونومن بعودتك العجيب. ونتأسف بأننا غير قادرين على إعداد الطَّريق مثلما تستحقُّ. فأعدّ طريقك لنا، غيِّر قلوبنا وأذهاننا، كي نحبَّك، وننتظرك بشوقٍ عارمٍ. بدونك لا نستطيع أن نفعل شيئاً، ولكنَّ قوَّة روحك تغلب برودتنا وعجزنا. نعم، تعال سريعاً أيُّها الرَّب يَسُوْع. آمين٠
٣٥٠. لماذا قال الرب يسوع "نعم"؟