Home -- Arabic -- Revelation -- 236 (The Wall Around the City)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٥.٧ - عروس حمل ألله (رؤيا ٢١: ٩- ٢٢: ٥)٠
٢- السُّور العالي حول المدينة المقدَّسة (رؤيا ٢١: ١٢- ١٤)٠
أساس السُّور: إنَّ مدينة السَّماء مبنيَّةٌ على شكل مربَّعٍ تامٍّ كبابل ونينوى القَدِيْمتين اللَّتين بُنيتا على نسق مربَّع. وعلى كلِّ طرفٍ مِن المدينة ثلاثة أبوابٍ للمدينة. وهذه الأبواب جميعها متساويةٌ، ولا فرق بينها. وهي مسمَّاةٌ بأسماء أسباط إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وهذه الحقيقة هي بمثابة تباينٍ جليٍّ لرتبة ومكانة كلٍّ مِن أبناء يعقوب الاثني عشر اللَّتين اعتمدتا على مدى تقدير أمَّهاتهم لهم. كانت لأولاد راحيل ولَيْئَة مكانةٌ أعلى مِن مكانة أولاد الأَمَتين بلهة وزلفة. بَيْدَ أَنَّ هذا الفرق يزول في نطاق النِّعمة حيث الجميع خطاةٌ على قدم المساواة، وسيتبرَّرون مجَّاناً بالإيمان وحده بيَسُوْع حَمَل اللهِ (رومية ٣: ٩- ٢٨؛ غَلاَطِيَّة ٣: ٢٥- ٢٩)٠
يقوم سور المدينة المقدَّسة على أساسها المؤلَّف مِن اثني عشر حجر أساس قوي وثمين مكتوبة عليها أسماء رسل حَمَل اللهِ الاثني عشر٠
تشير هذه الحقيقة إلى أنَّ ما يُثبِّت أساس أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة ليس العَهْد القَدِيْم، بل تفسيره مِن قبَل رُسُل المَسِيْح. فالبيت يُبنى على أساسه، ولا يقدر أحدٌ أن يبني بيتاً خارج الأساس. وعلى هذا النَّحو يتقرَّر العَهْد القَدِيْم بواسطة العَهْد الجَدِيْد. كانت كنائس آسيا الصُّغرى في زمن يُوْحَنَّا مؤلَّفةً مِن مَسِيْحيين مِن أصل يهودي ومَسِيْحيين مِن أصل يوناني. فبدا واضحاً للفريقين كليهما مِن هذا القول إنَّ السُّور وأبوابه مثبَّتةٌ بحجارة أساسها، أي بالرُّسل الاثني عشر، أنَّ ما مِن أحدٍ منهما يقدر أن يدخل مدينة الله بدون الآخَر، وأنَّ كليهما يُعتبَر عروس الخروف بالنِّعمة فقط٠
كان رُسُل يَسُوْع المَسِيْح الاثنا عشر جميعهم يهوداً أو إسرائيليِّين، فهم لا يُثبِّتون الأساس فقط، بل ينتمون أيضاً إلى أسباط إسرائيل المكتوبة أسماؤهم على أسوار المدينة. ومع ذلك نال رسل حَمَل اللهِ بواسطة يَسُوْع المَسِيْح نفسه، وتعليمه، وعجائبه، وموته، وقيامته، معرفةً وبصيرةً أكثر مِن جميع أنبياء العَهْد القَدِيْم (أفسس ٣: ٥- ٦). إنَّ حقيقة امتلائهم بالرُّوْح القُدُس خصوصاً (أعمال الرسل ٢: ٤)، الذي أرشدهم إلى كلِّ حقٍّ وملأهم بالحياة الأبديَّة، قد منحتهم الامتياز والمكانة الخاصَّة ليكونوا أساس كنيسة يَسُوْع المَسِيْح حتَّى الآن (أفسس ٢: ١٩- ٢١؛ قارن أيضاً متَّى ١٦: ١٨). ومع ذلك إنَّ يَسُوْع نفسه هو أساس مدينته المقدَّسة. لقد حدَّد بشخصيَّته مقدَّماً جوهر وتخوم كنيسته التي أصبحت عِنْدَئِذٍ منظورةً في رسُل الحَمَل إذ حلَّ فيهم وهم فيه (يُوْحَنَّا ١٥: ٥؛ وآيات أخرى)٠
لا يصف يُوْحَنَّا بالتَّفصيل أسماء الرُّسُل الاثني عشر الذين يُثبِّتون أساس أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة. وهذه الأسماء بالطَّبع لا تتضمَّن بعدُ يهوذا الإسخريوطي إذ إنَّ الشَّيْطَان قد دخل فيه (متَّى ٢٦: ٢٠- ٢٥؛ لوقا ٢٢: ١- ٦؛ يُوْحَنَّا ١٣: ٢، ٢٧). وكان المنتظرون والمصلُّون الذين مُسحوا في اليوم الخمسين بالرُّوْح القُدُس قد اختاروا "مَتِّيَاسَ" كرسولٍ بديلٍ مِن قَبْل بواسطة الصَّلاة والقرعة (أعمال الرسل ١: ١٥- ٢٦) والذي لم يذكره لوقا بعد في كتابه "أعمال الرسل" عن الكنيسة الأولى وانتشارها. فهو يكتب بدل ذلك كيف اختار يَسُوْع شاول الطرسوسي الذي دعي فيما بعد بولس (أي الصَّغير) كرسوله إلى الشَّعب النَّجس (أعمال الرسل ٩: ١-١٩؛ ٢٦: ١٢-١٨)٠
كان معظم تلاميذ يَسُوْع صيَّادي سمك أمِّيين مِن بحيرة الجليل، ولم يكونوا علماء باللاهوت. ومع ذلك كانوا على أيِّ شيءٍ آخَر غير التَّدين، إذ إنَّهم جميعاً تابوا واعترفوا بخطاياهم في نهر الأردن في أيَّام يُوْحَنَّا المعمدان. و يا للمفارقة! اختير هؤلاء البسطاء ليُصبحوا أساس زور المدينة الذَّهبية. هم رسَّخوا أساس المكان الذي يقيم فيه الله. يا للمعجزة التي صنعها يَسُوْع في هؤلاء البسطاء! (متَّى ١١: ٢٥- ٣٠؛ ١ كُوْرِِنْثُوْس ١: ٢٦- ٢: ٥؛ وآيات أخرى)٠
صلاة: أيها الربّ يسوع المسيح، نسد لك، لأنك دعوت رسلك وبررتهم وقدستهم وسكنت فيهم. ونحمدك ونسبحك لأن تعليمهم وحياتهم أصبحت المسقط الأفقي والمحيط للكنيسة الحقة، فكل ما يكون خارج من تعاليمهم لا يحتوي شيئا من خلاصك. آمين٠
٢٨٤. لماذا أصبح تعليم وحياة الرسل أساس الكنيسة وحدودها؟