Home -- Arabic -- Revelation -- 218 (God in the Midst of Men)
Previous Lesson -- Next Lesson
شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا
الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠
الجزء ٥.٧ - عالم الله الجَدِيْد (رؤيا ٢١: ١- ٨)٠
٤- الله في وسط النَّاس (رؤيا ٢١: ٣- ٤)٠
يكونون له شعباً: تتضمَّن هذه الجملة الجوهريَّة مِن العَهْد القَدِيْم بخصوص الشَّريعة الدَّولية الضَّمان الخاص للنِّعمة مِن الله لأولاد يعقوب الذي أعلنه لهم بواسطة خادمه موسى (خروج ١٩: ٥- ٦). وقد عُمِّق هذا المبدأ وحُدِّث للشَّعب في السَّبي عدَّة مرَّاتٍ بعد ٨٠٠ سنة مِن قبل النَّبيين إرميا وحزقيال (إرميا ٧: ٢٣؛ ١١: ٤؛ ٣٠: ٢٢؛ ٣١: ١، ٣٣؛ ٣٢: ٣٨ وآيات أخرى: حزقيال ١١: ٢٠؛ ١٤: ١١؛ ٣٤: ٢٤؛ ٣٦: ٢٨؛ ٣٧: ٢٣ وآيات أخرى). إنَّ مَن يقرأ هذه الوعود بخصوص الشَّريعة التي أعطاها الرَّب لشعبه مِن إسرائيل يُدرك ثلاثة أمورٍ أساسيَّة
لا يسري وعد الله الفريد واللَّطيف هذا لشعبه المختار إلاَّ بقدر التزام هذا الشَّعب المختار وصايا إله عهدهم والعيش وفقاً لأوامره والعمل بحسب ما يقول٠
وإذ علم الله الكلي الحكمة مسبقاً أنَّ شعبه لن يحفظ وصاياه التي أوصاهم إيَّاها، منحهم امتياز تقدمات الخطيَّة وتقدمات الإثم كي لا يسقطوا مِن نعمته على نحوٍ لا مناص منه٠
لكنَّ الرَّب أعلن للتَّائبين بقلبٍ منكسرٍ عن وعود ثمينةٍ بعهدٍ جديدٍ يشير إلى مجيء المَسِيْح الثَّاني ويمتدُّ إلى اكتمال خلاصه بعد عودته
هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لَيْسَ كَالعَهْد الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ, حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هَذَا هُوَ العَهْد الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ, أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ, وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ, اعْرِفُوا الرَّبَّ لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ (إرميا ٣١: ٣١- ٣٤؛ قارن: ٣٠: ١٨- ٢٢؛ ٣١: ١؛ ٣٢؛ ٣٨ وآيات أخرى)٠
وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً, وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا, وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً (حزقيال ٣٦: ٢٦- ٢٨؛ قارن: ١١: ١٩- ٢٠؛ ٣٤: ٢٤؛ ٣٧: ٢٣- ٢٤، ٢٧ وآيات أخرى). لن تتمَّ وعود نعمة يهوه هذه تماماً إلاَّ عندما لا تبقي أيُّ خطيَّةٍ بعد الله القدُّوس بعيداً عن أولاده المولودين بالرُّوْح مِن جميع الأمم. وهنا ينبغي ألاَّ ننسى أنَّ الحقَّ بالنِّعمة مبنيٌّ على موت يَسُوْع الكَفَّارِيّ عوضاً عنا. فبدون ذبيحة المَسِيْح الكَفَّارِيّة لا يقدر الله أن يسكن مع شعبه العنيد. ويبقى الحَمَل المذبوح هو الطَّريق الوحيد إلى الله (يُوْحَنَّا ١٤: ٦). بدون يَسُوْع لا يقدر القدُّوس أن يسكن لا مع الأفراد ولا مع الشُّعوب٠
يدهش مَن يقرأ كلمات الملاك في المخطوطات اليونانيَّة لورود أكثريَّة هذه النُّصوص الأصليَّة بصيغة الجمع وليس المفرد: "سيكونون شعوبي". وتؤكَّد هذه العبارة مِن خلال سفر الرُّؤْيَا (٢١: ٢٤، ٢٦ و٢٢: ٢). فمنذ صعود المَسِيْح لم يعُد إسرائيل هو وحده شعب الله المختار، بل أصبح جميع المدعوِّين مِن الأمم (جماعة المؤمنين ecclesia) شعب الله أيضاً. وقد عبَّر بطرس النَّاطق بلسان الرُّسل عن حقَّ إسرائيل الأساسي "في أن يكون شعب الله" بكلامٍ قويٍّ عن جميع المَسِيْحيِّين المولودين ثانيةً، فشهد قائلاً: وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ شَعْبُ اقْتِنَاءٍ لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ (١ بطرس ٢: ٩- ١٠؛ قارن: خروج ١٩: ٦؛ تثنية ٤: ٢٠؛ ٧: ٦- ٧؛ إِشَعْيَاء ٤٣: ١، ٢١؛ متَّى ٢١: ٤٣؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ٢٨: ٢٥- ٢٨؛ رومية ٩: ٢٤- ٢٨؛ أفسس ٥: ٨؛ رؤيا ١: ٦؛ وآيات أخرى). ليس للكنيسة الكاثوليكيَّة الامتياز في تطبيق هذه الوعود على الكاثوليك وحدهم؛ فالرُّوْح القُدُس يهبُّ حيث يشاء ويُنعش كلَّ مَن يقرأ كلمة الله ويُصدِّقها ويحفظها (لوقا ١١: ٢٨)٠
ينبغي ألاَّ نراقب بعنايةٍ مباركتنا فحسب، بل أن نكون أيضاً مسؤولين عن جميع شعب الله، وإلاَّ فإنَّنا نعرِّض أنفسنا لخطر الغرور الرُّوْحي والدَّوران حول محورنا نحن فقط٠
صلاة: أيها الآب الرحيم، نسجد لك، لأنك لم ترفض شعبك المتشبّث العنيد، بل صالحتهم معك بيسوع المسيح، ودعوتنا نحن أيضا إلى شعبك. نشكرك ونسبحك لأجل ذبيحة يسوع نفسه، التي تؤهلنا لنصبح مستحقين للحصول على عضوية شرعية في أمتك الروحية. علمنا كيف ندعو الغرباء البعيدين عنك لنجتذبهم إلى حوزتك. آمين٠
٢٦٣. إحفظ دعوتك لتكون عضوا في شعب الله غيبا، حسب رسالة بطرس الأولى ٢: ٩-١٠