Home -- Arabic -- Revelation -- 014 (The Letter of Jesus Christ to the Church Leader in Pergamos)
Previous Lesson -- Next Lesson
رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً
الكتاب ١- من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا ١:١-٣: ٢٢)٠
الجزء ٢.٢.١ رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ إلى الكنائس السَّبع في آسيا الصغرى (١:٢-٢١:٣)٠
٣- الرّسالةُ إلى مَلاك الكنيسةِ التي في برغامس (رؤيا يوحنا ٢: ١٢ -١٧)٠
رؤيا يوحنا ٢: ١٢ -١٧
١٢ وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَرْغَامُسَ, هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ. ١٣ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ, وَأَيْنَ تَسْكُنُ حَيْثُ كُرْسِيُّ الشَّيْطَانِ, وَأَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِي حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ. ١٤ وَلَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ, أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْماً مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ, الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ, وَيَزْنُوا. ١٥ هَكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضاً قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعَالِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ. ١٦ فَتُبْ وَإِلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعاً وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي. ١٧ مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى, وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ, وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ٠
اكتبْ إلى مَلاك الكنيسة التي في برغامس: وصل أمر يسوع بالكتابة إلى يوحنا المنعزل في جزيرة بطمس: أن يرسل رسالة مستعجلة إلى الراعي المكلّف من الرب في برغامس. تعني برغامس "مدينة الجبل" أي المدينة المبنية على الجبل وحوله. كانت هذه المدينة اليونانية-الرُّوْمَانية المستقلّة إدارياً مركز الحضارات القديمة. هنا تحققت الهلينية ككور للديانات المختلفة والنظريات العالمية والأفكار الفلسفية. كانت مذابحها ومعابدها منتصبةً بسلام جنباً إلى جنب. وازدادت شهرة المدينة بسبب هذا التنوع الحضاري فيها. واخترع أهلها "البرغامنت" الورق الخاص لكتابة الأسفار المقدّسة٠
كانت في مدينة الملوك ميسين المعروفة بتقاليدها العتيقة كنيسةٌ مسيحيةٌ حيّةٌ تعرّضت في هذا المركز المتنوّع الحضارات لتجارب أخرى غير تلك التي تعرّضت لها سميرنا. كان المسيحيون في سميرنا مهدّدين من اليهود الأغنياء أصحاب النفوذ، أمّا المسيحيون في برغامس فقد تحدّاهم روح المزج والتّسامح بين الأديان والاعتراف بعضهم ببعض٠
السّيفُ الماضي ذو الحَدّين: لم يأتِ يسوع إلى راعي الكنيسة في برغامس كرئيس كهنة متجوّل بين المناير الذهبية، ولا كالأوّل والآخر، بل جاء كديّان بالسّيف الماضي. لم تكن مشاكل هذه الكنيسة لتحتمل التّأجيل. كان على الراعي وكنيسته أن يتطهّرا فوراً وكلياً. حضر يسوع للجهاد ضدّ تسرّب تأثير الفكر الإغريقي إلى كنيستهم. خرج سيف الدّيان من فمه (رؤيا ١: ١٦). استعدّ ليدين ويضرب ويفصل، وعزم على أن ينزع كلّ خلط ومزج دون تأجيل. وهو لا يحكم بهذا على الوثنيين المؤمنين بالمبادئ الهلينية فحسب، بل يحكم أيضاً على أعضاء الكنيسة الذين يتوقون إلى التقارب والتسامح مع الأديان الأخرى. تبتدئ الدَّيْنُوْنَة في الكنيسة٠
أنتَ تسكن حيثُ كرسيّ الشّيطان: تطرّق يسوع في الرسالتين السابقتين إلى عمل رعاة الكنيسة. أما هنا فيتكلم عن مسكنه. قطن راعي الكنيسة في رحاب مراكز العبادة المتعددة التي انبعثت منها القوات المضادة لروح المسيح. تقع أماكن أرضنا كلها تحت نفوذ الشيطان لأنَّ "الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ" (١ يوحنا ٥: ١٩). ولكن في برغامس خاصة سيطرت القوى الشيطانية، وأثرت على سكان المنطقة، وصاغت حضارتهم بطابعها، فتمركزت المذاهب الثلاثة في هذه المدينة٠
• بني في برغامس سنة ٢٥ قبل الميلاد أوّل هيكل لعبادة القيصر في حوض البحر المتوسط بأكمله تعظيماً للقيصر أغسطس. وهكذا تأصّلت عبادة القياصرة أكثر من مائة سنة في هذه المدينة عندما كتب يسوع رسالته بواسطة يوحنا إلى ملاك الكنيسة٠
• أقيم على قمّة جبل المدينة هيكل لزفس يطلّ على المحيط والأماكن البعيدة، وكان زفس أعظم جميع الآلهة في سماء اليونانيين. قصد ملوك المدينة بتكريم الإله الأعظم أن يربحوا الأرواح الباقية كلّها إلى مقرّ حكومتهم. ولمع هيكل زفس كتاج على الجبل كمنارة إلى أماكن بعيدة في البلد. بني اليوم هذا الهيكل في متحف برلين في ألمانيا حيث نقلوا مقرّ الشيطان٠
• كان في برغامس أيضاً المعبد الرئيسي لعبادة الحيّة. انضمّ أكثر من ٢٠٠ مركز شفاء ومشاهير الأطباء في الغرب إلى هذا المذهب وسمّوا أنفسهم "المخلصين". كانت المدينة بأكملها كرسيّ الشّيطان حيث استقرّت المذاهب المختلفة في انسجام ووئام٠
أنتَ متمسّكٌ باسمي ولم تنكر إيماني: تغيّر هذا الهدوء بين الأديان فجأةً عندما نزح المسيحيون إلى هذه المدينة بمراكزها لعبادة الأرواح. فشهدوا أنّ يسوع هو الرّب الحقيقي والمخلص الوحيد، وهو واحد مع الآب السماوي وروحه القدوس. وأشهروا أنّ زفس ليس إلهاً وكذلك قيصر روما، وأنّ عابدي الحيّة ليسوا مخلصين. يسوع وحده يشفي ويقدّس ويحكم.
عندئذٍ ثارت ثائرة إبليس لأنّ المسيحيين هزوا عرشه. حاول كهنة العبادة المختلفة أن يقنعوا المسيحيين أنّ يسوع أيضا الهٌ ومخلص أمين شأنه شأن زفس والقيصر والحية أيضاً. وطلب وجهاء المدينة من المسيحيين أن يتركوا إيمانهم الضيق ويستغنوا عن الاعتقاد أنّ المسيح هو وحده المخلص ويعترفوا بجميع الأديان السماوية لكي يرجع السلام إلى مدينتهم٠
ولكنّ راعي الكنيسة تمسّك بالاسم الذي هو فوق كل اسم واعترف: "لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ, قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ, بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال الرسل ٤: ١٢)٠
بدأ الحديث يتّخذ طابع الحدة والانفعال، وتحوّل دعاة التسامح إلى غير متسامحين. أمّا المسيحيون فأصبحوا أيضاً غير متسامحين لأنهم لم يقدروا أن يعبدوا آلهة أخرى. ولكنهم لم يضطهدوا معارضيهم أو يقتلوهم، بل احتملوهم بصبر في الابتهالات. أبغض ممثلو الآلهة العديدة أتباع المسيح الذين سموا آلهتهم لا شيء، وشهد أتباع يسوع أكثر فأكثر بأن زفس والقيصر والحية سيعبدون في النهاية يسوع لمجد الله الآب (فِيْلِبِّيْ ٢: ٤- ١٢)٠
لَمْ تنكِر إيماني حَتّى في الأيام التي فيها كانَ أنتيباس شهيدي الأمين: ربّما كان أنتيباس شيخاً نشيطاً في الكنيسة أو شاباً متحمساً ممتلئاً بمحبّة يسوع وتجاسر أن يدخل الهياكل ويشهد فيها بإنجيل المسيح٠
اغتاظ كهنة الهياكل مِن شاهد يسوع وأجمعوا على قتله. و توقّّعوا بعد هذه التصفية أن يصمت المسيحيون و لا يرفعوا صوتهم فيما بعد. ولكنَّ الأمر لم يكن كذلك، إذ ظلّ راعي الكنيسة في برغامس يشهد أنّ يسوع هو الطريق الوحيد والحقّ الأبديّ والحياة الرّوحية. مدحه ربّه بحمد عظيم عندما أثبت أنّ المسؤول عن الكنيسة لم يختبئ في بيته بعد قتل أنتيباس، بل تقدّم معلناً أنّ المنتصر على الجلجثة هو الرّب الوحيد في برغامس٠
تلقّى أنتيباس الشّهيد إكراماً خاصاً لأنّ يسوع دعاه شاهدي الأمين، ووضع عليه بهذه العبارة لقبه الخاص، كما ورد في الأصحاح ١: ٥. ربط يسوع كيانه الأبدي باسم شهيده الذي ثبت أميناً حتى الموت. يعيش أنتيباس اليوم مطوّباً في حفظ المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ وهو يخدمه٠
أثبت الرّبُ الحيّ في الوقت نفسه لراعيه في برغامس أنّ الهياكل المختلفة، والمذابح، وأماكن العبادة، والأصنام لم تكن مراكز روحية حقيقية, وليست لها قوّة مقدّسة، بل ظلّت مساكن لأرواح الشيطان الخطرة التي تطمع في عبادة الجماهير الضالة. تعرف هذه الأرواح بالضّبط أنّها هالكة، وترتجف من السّاعة التي يأتي فيها يسوع، وتكرهه. يتيقّن الشّيطان أنّ وقته قليل، ولذلك يعمل المستحيل ليمنع انتشار إنجيل ملكوت يسوع المسيح٠
الصَّلاة: أيُّها الغيّور في محبّتك القدّوسة، نعظّمك، لأنك شجّعت راعي الكنيسة الأمين في برغامس، الَّذي خدمك في مدينته المليئة بالأرواح الإبليسية، وثبت في شهادتك، حتَّى بعد ما قُتل أحد أعضاء كنيسته الفعّال. قوِّ في أيامنا عبيدك العاملين في محيط ممتلئ بالشياطين، حتَّى يسمعوا الإنجيل، وكيف تغلّبتَ على الشرّير٠
السؤال : ١٤. ما هي ميزة الراعي في مقرّ الشيطان؟