Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Colossians -- 023 (Christ, Image of His Father and Creator of the Universe)

This page in: -- ARABIC -- Chinese -- English -- French -- German -- Portuguese -- Spanish -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

كولوسي – المسيح الذي فيك، هو رجاء المجد

دراسات في رسالة بولس الى اهل كولوسي

الجزء الأول أركان الإيمان المسيحي (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١- ٢٩)٠

٥- المسيح هو صورة أبيه وخالق الكون في الوقت نفسه (كُوْلُوْسِّيْ ١: ١٥- ١٧)٠


جماهير ملائكة المسيح

تشمل شهادة الرسول جماهير الملائكة الصالحة والمرتدة. وهذه يعود وجودها ونظامها وتدرجها وقيادتها للمسيح، لأنه كلمة الله وخُلق بواسطته كل شيء. لم يُهلك ابن الله الكائنات المنظورة فحسب، بل غير المنظورة أيضاَ، ليس ما في العالم فقط، بل ما في السماء أيضاً.إنَّنا نفقد بتفكيرنا الدنيوي معرفة القوى غير المنظورة والإيمان بقوَّتها. وهذا يتعلق بعالم الشياطين وأرواح الأموات، ويخص أيضاً ملاك الله الحارس، وقوى الروح القدس. ينبغي أن نتعمَّق في فقرات العهد الجديد لكي لا نسقط تحت سيطرة الشيطان، بل نتعلم أن نميّز بين الأرواح باسم الرَّبّ يسوع. ويكتب الرسول بولس بهذا الخصوص

" أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوَّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللَّهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ, بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ, مَعَ السَّلاَطِينِ, مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ, عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ, مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللَّهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ, وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا" (أَفَسُس ٦: ١٠- ١٣)٠

المسيح هو مالك الكون وربُّه

ُيلخِّص بولس الرسول إعلاناته عن المسيح الخالق بقوله إنَّ الكل خُلق بواسطة المسيح وله، ولا يبقى شيءٌ إلا فيه. مَن يدرك معاني هذه العبارة، ويفكر أنَّ بولس كان موقوفاً في السجن الاستجوابي، يتعاطف معه، لأنَّ الرسول بولس آمن بالسلطان المطلق للمسيح. لم يوجد المسيح فقط قبل جميع المخلوقات والملائكة، وقبل النور والحياة، بل الكل خُلق بواسطته؛ وما خُلق يخُصه كمُلكِه الخاص. فهل أدركتَ أنك خاصَّةُ المسيح ومُلكُه؟ سواء عرفت هذه الحقيقة أم لم تعرفها، وسواء قبِلْتَها أم لم تقبَلْهَا، إنَّ أكثريَّة الناس يختلسون أنفسهم من مُلك المسيح، ويريدون الحرية والاستقلال عنه؛ وهؤلاء المساكين يخدعون أنفسهم، وينفتحون لروح الظلمة. لا نجد سلاماً ولا راحة لأنفسنا إلا بعلاقتنا المتينة بالله وابنه. كان أوغسطينوس، الأسقف المثالي، يقول: "إنَّ قلوبنا تبقى مضطربةً حتى ترتاح فيك أيُّها الرَّبّ الإله"٠

لا يثبت العالم في ذاته، بل يحتاج إلى خالقه، فاللهُ هو القوة الأصلية، واسمه مشتقٌّ مِن العبارة "إلوهيم" المشتقَّة بدَورِها مِن العبارة "إيل" التي تعني باللغات السامية القوة والسلطة. فمَن يريد أن يعيش بدون هذه القدرة القدوسة الحقّة المحررة، وبدون ابنه الحنون، يسقط إلى القوى السلبية التي تُسمم ذهنه وكيانه ليصبح ظالماً ومفسداً للآخرين. ليس لنا ولا لأولادنا بقاءٌ مباركٌ إلا إذا انسجمنا مع مشيئة ابن الله المُخلصة، وخضعنا لشريعته المعينة، وفهمنا محبته التي بذلت نفسه لأجلنا. يعيش العالم كله مِن رحمة ابن الله ونعمته، ولربنا الخالق صبرٌ طويلٌ على مخلوقاته المتمردة العنيدة، وهو ينتظر توبتهم. إنما مَن يبعد عنه، ويهرب منه باستمرار، ويعمل عكس ما يطلبه المسيح، سيقف أخيراً أمام خالقه، ويدرك بخوف أنَّه قاضيه، لأنَّ كياننا صدر منه ويثبت فيه، يقودنا ويرجعنا إليه سواء شئنا أم أبَيْنَا٠

يُعارِض النُّقَّاد هذه الجملة، ويقولون إنَّ هذه الأفكار ليست مِن الكتاب المقدس، بل هي مستمدَّةٌ مِن الفلسفة اليونانية. والذين يقولون ذلك قد نسَوا أنَّ بولس وُلد في العالم اليوناني، وتربى وتعلم في مدارسهم، في مدينة ترسوس، وقدَّم إيمانه السامي بالأفكار اليونانية كي يَفهَم اليونانيون حقيقة المسيح ويتعزوا من إنجيله، وليطمئنَّ أتباعُ المسيح بأنَّ حياتهم ومستقبلهم محفوظان في المسيح، ويُدركوا أنهم أتوا منه وصاروا به فيعيشوا فيه ويرجعوا إليه. وقد صلَّى المسيح لأجلهم قائلاً:" أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ, وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ, كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. ١٧ قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ" (يوحنا ١٧: ١٤- ١٧)٠

الصَّلاة: أيُّها الربّ يسوع المسيح، تسجد الملائكة كلُّها لك، لأنك كنتَ قبلهم وخلقتهم وفديتنا. أنت مالك الكون القدير، ومَلِكُ الجميع، ونحن نخصُّك نفساً وجسداً. ساعدنا على أن نخدمك بفرح، ونطيع أوامرك، ونُميِّز الأرواح باسمك، فلا ننفتح لمذاهب مضادة لك، حتى وإن أتى الكاذبون بنور السماء. آمين٠

السؤال ٢٣: ماذا يعني اعتراف الرسول بولس أنَّ المسيح خلق كل ما في السماء وعلى الأرض، وأنَّه مالك الكون؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on July 12, 2023, at 01:02 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)