Home -- Arabic -- Philippians - 013
This page in: -- ARABIC -- English? -- French? -- Russian?
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل فيلبي - إفرحوا في الرب كل حين
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبي
٤- نصائح للوحدة والتَّوَاضُع (فِيْلِبِّي ١: ٢٧-٢: ١٨)٠
د- خضوعنا لمشيئة اللّه يُطلِقُنا للعمَل بنشاطٍ (فِيْلِبِّي ٢: ١٢- ١٨)٠
فِيْلِبِّي ٢: ١٢- ١٣
إِذًا يَا أَحِبَّائِي كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ١٣لأَِنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ
بعدَ ما رسم بُولُس الرَّبّ يَسُوع ومجدَ الآب أمام أعين الفليبيين، فسَّر لهم كيف يتحقّق فيهم الخلاص الَّذي قد تم على الصَّلِيْب٠
فأوَّل شرط هو إطاعةُ روح المَسِيْح. لأنَّ الإيمان لا يعني تفكيراً مجرَّداً، أو إرادة متزمّتة، أو شعوراً بعقائد وطقوس، بل إطاعة وخضوعاً. لأنَّ اللّه القُدُّوْس ضحَّى بابنه لأجلنا. فيدعونا الرَّسُول بالنِّداء الإلهي: "تصالحوا مع اللّه". والسَّبيل الوحيد لهذه الدعوة هو قبول المسيح، الَّذي صالحنا مع الله وخلَّصنا مِن غضبه٠
وإن أطعنا صوت الرُّوْح القُدُس، يكشف لنا خطايانا حين نقترب مِن اللّه العظيم، ويُحْدِث فينا رهبةً وفزعاً وخجلاً وندامة. فهل اختبرت ساعات الرَّهبة في حضور القُدُّوْس؟
طوبى لك إن انكسرت في كبريائك، وأدركت نفسك الدنسة وصرخت: النجدة النجدة، خوفاً مِن الدّيان وهلاكه المبين! وهذا الانكسار لا ينتهي ما دمت حياً. فكلّما اقتربت مِن عظمة اللّه، تدرك أكثر نقائصك في ضوء محبّته. والقدّيسون هم الَّذين يعرفون خطاياهم ونعمة اللّه معاً. فاطلب مِن الرَّبّ أن يكشف لك خطاياك تماماً، وامتحن نفسك في شريعة المَسِيْح، فتعرف أصول الخطيئة وتبترها، وتصلّي قائلاً: اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ٠
إنَّنا بالإضافة إلى معرفة مدى نقائصنا، ندرك في ضوء دراسة الإِنْجِيْل مدى محبّة اللّه الواسعة الظاهرة في المَسِيْح، الَّذي ختم صراعه على الصَّلِيْب بالصرخة: "قد أُكمِل"! غافراً لنا ذنوبنا مجّاناً ومُخلِّصاً العالمين. فإنْ آمنت به وارتبطتَ بمحبّته يحلّ الرُّوح المبارك كمجد اللّه في قلبك المطهّر. ولكنَّ هذا الرُّوح، لا يحلّ فيك بدون إرادتك، بل يطلب قبولك للخلاص عن عمدٍ وتصميم، وعن وعي وإدراك٠
وحين تضعف إرادتك، وتشدّك شهوة الجسد لتُبعدك عن صدق مشاعرك في تقديس سيرة حياتك، يمنحك روح اللّه شيئين جديدين: إرادة إلهيّة، وقوّة أزليّة، لإتمام أعمال المحبَّة المطلوبة منك. إنما بقدر ما يهب اللّه لك مِن إرادة مصمّمة وقوَّة روحيّة، يريدك أن تستعمل هذه المواهب. عِِنْدَئِذٍ تحبّ الرَّبّ بملء إرادتك مِن كلّ قلبك ومِن كلّ قوَّتك، وتحبّ قريبك كنفسك عمليّاً ودائماً٠
يُدرك الناضج في الإيمان يوميّاً هذا التوتر الغريب بين نعمة اللّه المخلِّصة ومسؤوليتنا الشَّخْصِيّة لإتمام خلاصنا. فالمَسِيْح يطلب منك إطاعة الإِنْجِيْل، وبذل نفسك للآخرين طوعاً، رغم أنّه قد أتمّ الخلاص على الصَّلِيْب، ومنحك الفداء هبة. فإن آمنت بهذا السرّ المزدوج، لا تتكل على برّك الذاتي، ولا تحاول تقديس نفسك بتقشّف وصوم، بل تقف مسؤولاً أمام اللّه واثقاً بالمَسِيْح رئيس إيمانك ومكمّله٠
أسألك عزيزي القارئ أن تراجع هذه الآية مراراً، وتحفظها غيباً، وتخبّئها في قلبك، فتجد كنزاً عظيماً: "تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ لأَِنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ"٠
الصَّلاَة:٠ أَيُّهَا الآبُ السَّمَاوِِيّ، نشكرك لأنّك لم تجعلنا عبيداً لمشيئتك، بل اخترتنا أبناء مسؤولين. فنعترف أمام قداستك بخطايانا، خائفين مرتعبين. ونقبل بشُكرٍ وحَمْدٍ تطهيرَنا بدم ابنك الوحيد. امنحنا كلّ يوم الإرادة القوية، لإتمام المحبّة، لكي نعيش لمسرّتك، ويتمجّد اسمك الأبوي في أعمالنا الصالحة. آمين٠
السُّؤَال:٠ ١٦- لماذا ينبغي لنا أن نُتمِّم خلاصَنا بخوف ورعدة ما دام قد أكمله يَسُوع على الصَّلِيْب؟