Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Ephesians -- 032 (The corruption of the natural man)

This page in: -- ARABIC -- English -- German -- Indonesian -- Turkish

Previous Lesson -- Next Lesson

أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس

الجزء ٣ - مقدّمة في الأخلاقيَّات المَسِيْحِيّة ٤: ١- ٦، ٢٠

فساد الإنسان الطَّبيعي (أفسس ٤: ١٧- ١٩)٠


أفسس ٤: ١٧- ١٩
١٧ "فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ, أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضاً بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ, إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ, وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللَّهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غَلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. اَلَّذِينَ إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ, أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ." (أفسس ٤: ١٧- ١٩)٠

كان للثَّقافة اليونانيَّة المكرَّمة والنظام الروماني وكذلك التقوى اليهودية قيمة صغيرة في خدمات بُوْلُس الرَّسُوْل الرعاوية. ما مِن فكرة عالمية، أو ديانة، أو حضارة، بالمقارنة بحياة يسوع المسيح وثمار الرُّوْح القُدُس، استطاعت أن تحقق تقييماً إيجابيّاً. يُعلِّمنا الكِتَاب المُقَدَّس أنَّ "تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ" (تكوين ٨: ٢١). "لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً, لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (مزامير ١٤: ٣)٠

كان على بولس التوصل إلى حكم قاطع بصدد مدينة أفسس المتعددة الحضارات: "إنَّ عقلية هؤلاء الناس وضيعة وغير مستحقة. وهم مشغولون في المقام الأوَّل بالأمور والأهداف الفانية. وفكرهم قد أظلم فليسوا بعد على مستوى التفاهم الصحيح الذي يتيح لهم تقبُّل وتفهُّم قداسة الله ورحمته، إذا تجاوزنا عن ذكر حقيقة المسيا وصليبه وقيامته. الحياة الروحية الجارية مِن الله غريبةٌ عنهم وهي متصلة، بحسب تصورهم الخيالي، بعالم الخرافات. لم يكونوا جهلاء فحسب، بل إنَّهم قسَّوا قلوبهم أيضاً على الحق حتَّى لم يقدروا بعد أن يسمعوا بآذان قلوبهم"٠

النتيجة العمليَّة لهذا التَّشخيص ليست فقط ضميراً مخدَّراً أو ميتاً، بل حياة محشوَّة بالطعام والشراب والمتعة التي تنحدر إلى مستوى النَّهم والسُّكر والرَّذيلة. وهذه الحالة مِن الفجور تهوي بصاحبها إلى الشذوذ الجنسي (رومية ١: ١٨- ٣٢) أو الإساءة الجنسية للأطفال. حتَّى الاتصال المحرَّم بالحيوانات لا يكون رجساً، وهو ما كشفه بالصور التنقيب عن الآثار. حيثما يموت الضمير يسود الجسد بكل شهواته ورغباته الجنسية٠

وبما أنَّ مثل هذه الممارسات الدُّنيوية يُكلِّف مبالغ ليست بقليلة مِن المال، على هؤلاء "الشُّجعان" توفير أموالهم أو جمعها بوسائل الغش حتَّى يمكنهم عند سنوح الفرصة أن يتخلوا عنها ثانيةً دون رادعٍ. وبهذه الطريقة يتسلل الجشع والغش والاستكبار والقسوة الباردة إلى حياتهم. الحياة بدون الله شريرةٌ وليست حتى سبباً للمبتلين بها لإعطائها الكثير مِن التفكير٠

ألزم بولس المسؤولين عن شركة الكنائس المنزلية في أفسس ألاَّ يجيزوا في كنائسهم مثل هذا النمط الحياتي الشائع. كان عليهم أن يمنعوا بمودَّةٍ أعضاء كنائسهم مِن المشاركة في الاحتفالات الوثنية، حتَّى ولو دُعوا إليها مِن قِبَل أقربائهم وأصدقائهم. أبرز الرسول النتيجة التي لا تقبل الجدَل لهذا الموقف بالكتابة أنَّه قد تلقَّى هذا الأمر العالي نتيجةً لحياته الروحية الخاصة في الرب يسوع الذي يمنع كل شكلٍ مِن أشكال الحياة الملحدة وأيضاً كل شهوةٍ جشعةٍ للقلب: "قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ, لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ, إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا, فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ, لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ, لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ" (متَّى ٥: ٢٧- ٣٠). لا نقرأ في أيِّ مكانٍ مِن الأناجيل أنَّ واحداً مِن تلاميذ يسوع قد قلع عينيه أو قطع إحدى يديه وألقاها عنه. لكنَّنا نقرأ أنَّ التَّلاميذ صُدموا بمطالبة يسوع بالحياة المقدَّسة (متَّى ١٩: ٩- ١٠). بدون الرُّوْح القُدُسكانوا عاجزين عن تنفيذ هذه الأوامر. يعلم جميع الناصحين الكتابيين أنَّ كلَّ خطيئة نجسة في مقتبل حياة قديس تحتاج إلى المجيء بها والاعتراف بها ليسوع. عِنْدَئِذٍ فقط يمكن تطهير الضمير بدمه (١ يُوْحَنَّا ١: ٧- ١٠)٠

صلاة: إلهنا القدوس، أبانا الحبيب، أنت تعرف الخطية كلها التي ارتكبناها في سني نموِّنا. نسألك الغفران لأجل كل خطيئة واحدة مِن خطايانا باسم يسوع المسيح. ساعدنا نحن وجميع أعضاء كنائسنا الآخرين على أن نحيا حياة قداسة، وأعطنا حكمة وقوَّة روحك حتَّى يجبرنا على أن نحيا حياة تسرُّك، آمين٠

:الأسئلة
٧- ماذا يبدو غريباً لك في تقييم الحياة العامَّة في أفسس؟ ما الفرق في المكان الذي تعيش فيه؟
٨- لماذا طلب بولس طريقة حياة مختلفة كلياً لجميع أعضاء الكنائس؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on February 03, 2018, at 04:49 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)