Home -- Arabic -- Ephesians -- 024 (The renewal of godless ones)
Previous Lesson -- Next Lesson
أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس
الجزء ٢ - لاهوتٌ مذهبيٌّ لبُوْلُس الرَّسُوْل - ليعيش السَّاميون وأعضاء الكنيسة الرومانية-اليونانية معاً بسلامٍ (أفسس ٢: ١- ٣، ٢١)٠
ضرورة وحدة كنيسة المَسِيْحِيّين مِن يهودٍ وأممٍ (أفسس ٢: ١١- ١٣) المسيح هو سلامنا (أفسس ٢: ١٤- ١٨)٠
أفسس ٢: ١١- ٢٢
١١ لِذَلِكَ اذْكُرُوا أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأُمَمُ قَبْلاً فِي الْجَسَدِ, الْمَدْعُوِّينَ غُرْلَةً مِنَ الْمَدْعُوِّ خِتَاناً مَصْنُوعاً بِالْيَدِ فِي الْجَسَدِ, أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ, أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ, وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ, لاَ رَجَاءَ لَكُمْ وَبِلاَ إِلَهٍ فِي الْعَالَمِ. وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ, أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ (٢: ١١- ١٣)٠
مَن الذي يعيش بدون الله في العالم؟
في وصفه نعمة الله غير المستحَقَّة، شعر بولس بأنه يحتاج إلى أن يوضح للقديسين وقادة الكنائس أنَّهم هم أيضاً أممٌ ووثنيون بالولادة. شملت هذه العبارة اليهودية القانونية سكان جميع الأمم غير المتضمَّنة في العهد القديم مع الرَّب. كانوا يُعتبَرون نجسين وأشراراً وفاسدين. وفي الواقع كان يُعتبر خطأً حتَّى تناول الطعام معهم على مائدة واحدة٠
فوق ذلك كان هؤلاء الأمم يفتقرون إلى علامة العهد بحسب فرائض الشريعة الموسوية، ختن الذكور. لكنَّ بولس سرعان ما حصر هذا الشَّرط والحكم في الذين كانوا قد اختتنوا جسدياً، ومع ذلك لم تتجدد قلوبهم بحلول الرُّوْح القُدُس(رومية ٢: ٢٨- ٢٩). في الكنائس حارب الرسول هذه المحاباة بكل قوته (غلاطية ٢: ١١- ٢٠)٠
وتابع ليُغيِّر فحوى العبارة "وثني" بتصريحه للمؤمنين بالمسيح: "كُنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ"، لكنَّ هذا يعني أنَّ جميع الأديان والأفكار العالمية التي لا تعرف يسوع المسيح أو التي ترفضه هي "وثنية" بمعنى الكلمة في العهد الجديد. ينطبق هذا أيضاً على الذين لا ينتمون إلى أي ديانة أو الذين يعيشون بدون خلاص في المسيح. جوهرياً إنَّ جميع الأطفال المعمَّدين الذين هم "مَسِيْحِيّون بالاسم فقط" ينتمون أيضاً إلى هذه الفئة إن لم يتبعوا الرب يسوع المسيح ولم يعيشوا بحسب الإنجيل٠
فوق ذلك كان على بولس طالب الشريعة نفسه أن يكتب إلى القديسين في أفسس أنهم، بحسب الشريعة، مستثنون مِن جنسية إسرائيل لأنَّهم "كأجانب" يُعتبرون ساكنين خارج عهد الموعد. لذلك لم يكن لهم أي حق في السجود لإله إسرائيل أو التحدث إليه أو حتَّى الإيمان به. لكنهم كانوا يعيشون في وسط ما يزيد على ثلاثمائة إله وصنم يوناني وروماني لم يكن أي منها في الحقيقة هو الله. كان فلاسفتهم وكهنتهم قد حاولوا فعل المستحيل. فركزوا بقدر فهمهم على الحياة في العالم الآخَر، بل إنهم شطحوا بعيداً ليحاولوا بمساعدة الأرواح التمسك بخالق وحاكم العوالم المجهول. لكنهم ظلوا بدون يقين، وبدون جوهر، وبدون أي قدرة فعَّالة٠
نحتاج اليوم إلى أن نبقى أذكياء فندرك أننا نحن أيضاً نعيش في مجتمعٍ مشابهٍ متعدِّد الثَّقافات، يعيش فيه الآلاف بلامبالاةٍ كلياً وبدون الله، حيث مئاتٌ في كل دينٍ معقولٍ يبحثون عن الحقيقة. لكنهم لا يجدون جواباً مرضياً، لأنَّ يسوع نفسه هو الحقيقة، والحق والشريعة الإلهيان، والواقع الأبدي. الرُّوْح القُدُسهو أيضاً روح الحق لأتباع المسيح. وهو يُعلن لهم تدريجياً حقّ الله وابنه. وكل مَن يحاول أن يؤسس فكرة عالمية جديدة بدون يسوع وبدون إيمان شخصي مصيره الفشل، لأن لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ابنه وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ (متَّى ١١: ٢٥- ٣٠؛ يُوْحَنَّا ١: ١٨). فوق ذلك، إنَّ كل مَن يحاول أن يوحِّد الأديان كلَّها ويأتي بها تحت قبَّعة واحدة يمهِّد الطريق لضد المسيح الآتي الذي سيطالب كل ساكنٍ على الأرض بالسجود له في نهاية الزَّمان (رؤيا ١٣: ١- ٨)٠
كان بولس قادراً فقط على أن يضع أمام المؤمنين المَسِيْحِيّين في أفسس مثل هذه الميزانيَّة اليائسة لماضيهم، لأنَّ حالتهم الحاضرة كانت قد تغيَّرت مِن حيث المبدأ. كتب إليهم: "لكنَّكم الآن في المسيح". لقد غيروا طوعاً تبعيَّتهم الدِّينية بعدما أدركوا يسوع الناصري وآمنوا به، فصاروا بذلك مندمجين بجسده الروحي. ومنذ ذلك الحين لم يكونوا بعد وحيدين، ومتروكين، ولا قيمة لهم، ومحتقَرين. أحرزوا هدفاً وأصبحوا متجسدين في دينامية تاريخية جديدة. عاشوا في قدرة الله، في بركة أبيهم السماوي. وكان الرب يسوع بواسطة موته الكفاري البديلي ودمه المسفوك قد صالحهم مع الله القدوس، فدفع الثمن الباهظ ليأتي بهم إلى عائلة الله٠
المسيح هو سلامنا (أفسس ٢: ١٤- ١٨)٠
١٤ "لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا, الَّذِي جَعَلَ الاِثْنَيْنِ وَاحِداً, وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ, لِكَيْ يَخْلُقَ الاِثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً, صَانِعاً سَلاَماً, وَيُصَالِحَ الاِثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللَّهِ بِالصَّلِيْب, قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ. فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ, أَنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ. لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ" (أفسس ٢: ١٤- ١٨)٠
أتى بولس الآن إلى إحدى الأفكار الرئيسية لرسالته: أراد أن يستهل ويُحْدث الاتحاد الودي للمؤمنين بالمسيح من يهود وأمم. وكان هذا الاتحاد قد أصبح ممكناً بموت حَمَل اللهِ الفدائي. فهو لم يُحْدث فقط، بوصفه بديلنا، سلاماً أبديّاً مع الله، بل جعل أيضاً روح سلامه في جميع المؤمنين بالمسيح. وفوق ذلك هدم موته الكفاري أيضاً الجدار الذي كان يفصل شرعياً المنتمين إلى العهد القديم ومحبي المسيح الذين رُبحوا حديثاً. لقد تممت فرائض الشريعة الموسوية الستمائة وثلاث عشرة بموت يسوع كذبيحة عنَّا على الصَّلِيْب. وبذلك اضمحلت قدرتهم على الإدانة. وتوقفت "في المسيح" الخصومة بين أهل الختان والمنادين بعدم الختان. لقد فدى جميع الناس مِن ذنوبهم وآثامهم. وليس لشريعة موسى أي حق بَعْد في الإدانة. منذ موت المسيح لا توجد بَعْد عداوةٌ بين اليهود المَسِيْحِيّين والمؤمنين مِن أممٍ نجسةٍ. منذ ذلك الحين فصاعداً ابتدأ سلامٌ شاملٌ وشرعيٌّ وعادلٌ بين الفريقين كليهما٠
ذهب بولس حتى أبعد مِن ذلك في تأملاته وهو في السجن، فكتب إلى القديسين في أفسس أنَّ يسوع بموته الكفاري لم يُزِل العداوة بين اليهود والأمم فحسْب، بل أماتها. كان الرَّسول مفوَّضاً أن يجاهر بهذه العبارة المذهلة لأنَّه في تعصُّبه كطالب شاب للتوراة اضطهد اليهود المَسِيْحِيّين وعذَّبهم بل وقتلهم. كان عازماً على العودة بهم إلى شريعة موسى وبعيداً عن يسوع (١ تيموثاوس ١: ١٣- ١٨)٠
لكن عِنْدَئِذٍ فقط ظهر يسوع له في مجده أمام أبواب دمشق، فسُحق فجأةً كبرياء شاول وتعصبه الأعمى، وأدرك أنَّ التفسير الكاذب للشريعة كان يخلق عداوةً مريرةً مع الله مِن جهةٍ، وحقداً وضغينةً بين المؤمنين مِن جهةٍ أخرى. لكنَّ يسوع حيٌّ. وهو ليس فقط ملك اليهود، بل ربّ الأرباب أيضاً. وهو الذي كان قد صلَّى لأجل معذِّبيه قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ, اغْفِرْ لَهُمْ, لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا ٢٣: ٣٤). أمَّا للمجرم الغريب المصلوب بجانبه، فقال: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ, إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا ٢٣؛ ٤٣). الوغد خلص، بينما المتديِّن المتعصب غُفر له فقط. أحدث هذا ثورةً في قلب وذهن شاول. وبواسطة هذا أدرك شخصياً أنَّ يسوع يُحبُّ حتَّى أعداءه. الرَّب الذي كانت كنيسته هي المستهدفة باضطهاده لم يقتله، بل أتمَّ وصيَّته هو: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ, وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (متَّى ٥: ٤٤). كان ذلك عكس المقرر في تحذير الشَّريعة مِن أعداء إسرائيل ووجوب اضطهاد المرتدِّين. كان هذا أمراً جديداً وضخماً. لقد انقضى القديم وحلَّ شيءٌ جديدٌ كلياً. فقتل يسوع في شخصه "العداوة" وأعلن السَّلام. وأنهى موته الفدائي عن جميع الخطاة قدرة شريعة موسى على الإدانة. حرَّر الإنسان مِن قدرة الشريعة القديمة على الإدانة٠
مع هذا الإدراك بدأ المظهر الإيجابي للخلاص. وبات الآن على الفريقين كليهما أن يقولا "نعم" لانعتاقهما مِن شريعة موسى. كان الطريق مفتوحاً للفريقين كليهما للتوجه إلى بعضهما البعض وقبول بعضهما البعض كإخوة وأخوات مفديِّين. لكن كان ينبغي أن يتم هذا الاتحاد مِن قبل يسوع نفسه حين دمج الفريقين كليهما في جسده الرُّوحي. فهو لم يوجِد فقط حرية شرعية بل أسس أيضاً في ذاته وحدة روحيَّة. المسيح هو الإنسان الجديد وقد صار أتباعه متجسدين ومغروسين فيه. فيه يتعلمون كيف يمكنهم أن يحتمل أحدهم الآخر بالتبادل. لكن ينشأ ضمن هذه الوحدة مِن آنٍ لآخر سوء تفاهم قوي وحساسيات مفرطة وتقاليد يمكنها أن تعطل السلام على نحو خطير. إلاَّ أنَّ دم صلب يسوع يبقى ضمانة فدائنا مع الله وهو ما يدفعنا إلى طلب السلام مع جميع المؤمنين٠
جاء المسيح وجلب سلاماً أبدياً إلى العالم. قال لتلاميذه: "سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يُوْحَنَّا ١٤: ٢٧). لهذا السَّبب كتب بولس إلى أهل فيلبي مِن زنزانة سجنه: "وَسَلاَمُ اللَّهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي ٤: ٧)٠
كان يسوع قد أعلن لليهود الفداء مع الله وأنه أسَّسه بواسطة موته الكفاري البديلي، إلاّ أنَّ نسبةً صغيرة من شعبه قبلت رئيس سلامها ورسالته. أمَّا الذين قبلوه بصدقٍ في قلوبهم فقد أصبحوا صانعي السَّلام الذين اختار يسوع أن يُطوِّبهم (متَّى ٥: ٩). وصانعو السَّلام هؤلاء أعلنوا الإنجيل لنا أيضاً، هؤلاء الذين يشكلون الخطاة النجسين مِن بين الأمم غير السَّاميَّة. بسببهم تابع يسوع ليمنحنا، نحن الذين كنا في وقتٍ ما بعيدين عنه، سلام الله، كما كتب بولس: "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ, الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ, إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ, وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللَّهِ" (رومية ٥: ١- ٢)٠
بَيْدَ أَنَّ هذه المعركة الرُّوحيَّة تتواصل، ولكن ليس أساساً في كنيسة اليهود المَسِيْحِيّين. تحتدم المعركة المفتوحة بين شعب العهد القديم. في العام ١٩٩٨ قُدِّم اقتراحٌ في البرلمان بواسطة قضاة إسرائيل الرئيسيين بسحب الجنسية الإسرائيلية مِن كل مَن يتعاطف مع يسوع النَّاصري. كان هذا الاقتراح نتيجة حكم السنهديم في جابنه في القرن الأوَّل الذي نصَّ على منع أي يهودي مِن أن يصير مَسِيْحِيّاً باعتبار أنَّ المَسِيْحِيّين يؤمنون بثلاثة آلهة، الأمر الذي يمثل تعدياً سافراً على الوصيَّة الأولى. وهذا الاقتراح الذي لم يُقبَل ولم يُرفض حتَّى اليوم في الكنيست أسفر عن مناقشات مستفيضة. وأثار في كنائس يسوع الحاجة إلى المزيد مِن الاهتمام وإمعان النظر برسالة بولس إلى أهل أفسس٠
جواب رسول الأمم جليٌّ وصريحٌ. اختصر شروحه السَّابقة بجملةٍ واحدةٍ صغيرةٍ: "لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ" (أفسس ٢: ١٨). بهذا الإقرار شهد بولس أنَّ الثَّالُوْث الأَقْدَس هو الحل الوحيد للمشكلة، فوصف الرب يسوع بأنَّه فتح لنا الطريق إلى الله، إلى أبيه (يُوْحَنَّا ١٤: ٦- ٧). في قدرة الرُّوْح القُدُسنحن مفوَّضون، بصلواتنا وأسئلتنا عَلَى حَدٍّ سَوَاء، أن نلجأ مباشرةً إلى القدوس والقَادِر عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأنَّه أبونا أيضاً (متَّى ٦: ٩- ١٣). وهذا الامتياز ليس لليهود المَسِيْحِيّين فقط، بل هو أيضاً للمؤمنين بالمسيح مِن بين الأمم النَّجسة. لقد فتح يسوع لنا الباب إلى أبيه وجعلنا أولاده٠
متى سيكون سجودنا كافياً ليناسب هذه النعمة المفرطة ويمتثل لها؟ متى سنبدأ أخيراً ممارسة الخدمة في جوارنا وفي العالم معاً؟ هل استوعبنا أنَّ كل مَن لا يحيا في المسيح يظل في حالة "عداوة" لأنَّه لم يصل إلى أي مصالحة مع الله؟ بدون المسيح لا يوجد سلامٌ دائمٌ، بل عداوةٌ فقط٠
في العهد القديم كان لرئيس الكهنة، مرَّةً واحدةً كل عام، في يوم الكفَّارة العظيم، امتياز الدخول إلى قدس الأقداس للتكفير عن الأمَّة المذنبة وعن نفسه عند الواحد المثلث القداسة (لاويين ١٦: ١١- ٣٤). لكن لأولاد الله هذا الامتياز ليلاً نهاراً. يستطيعون في أيِّ وقتٍ أن يقتربوا مِن أبيهم باسم يسوع وأن يقدموا له، تحت حماية دمه، شكرهم وحمدهم واعترافهم وصلواتهم أيضاً وتوسُّطهم لأجل أمَّتهم وجميع الضَّالين. وكما كان رئيس الكهنة مخوَّلاً أن يُتمَّ الفداء كممثل لشعبه، نحتاج نحن أيضاً إلى أن نفهم أنَّنا قد دُعينا لنكون كهنةً ملوكيين. نحن مدعوُّون إلى الصَّلاة لأجل الذين لا يزالون في الخطية والجهل، وليس مجرَّد التكلم عن مشاكلنا. كما أنت قد خوِّلتَ الذَّهاب إلى الله أبيك، أنت مدعوٌّ أيضاً إلى ممارسة الخدمة الكهنوتية بأمانة لأجل الجماعة التي حولك٠
صلاة: أبانا الذي في السَّماء، نسجد لك لأنَّك أرسلتَ ابنك يسوع لتحقيق السَّلام بين أفراد العهدين القديم والجديد. ساعد جميع أولاد يعقوب على أن يُدركوا يسوع ويَقبلوه مسيَّا لهم، لأنَّ بذلك يتحقق السلام في قلوبهم ومجامعهم، آمين٠
:الأسئلة
٢٦- كيف يسعنا أن نعترف بأنَّ "يسوع هو سلامنا"؟