Home -- Arabic -- Ephesians -- 017 (What is the meaning of the spiritual body whose Head is Jesus Christ?)
Previous Lesson -- Next Lesson
أفسس - امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
تأملات، صلاوات واسألة الرسول بولس الى اهل افسس
الجزء ١ - صلوات الرَّسول في مستهل رسالته لأجل الكنائس في أفسس وما حولها (أفسس ١: ٣- ٢٣)٠
ب - شكر بُوْلُس الرَّسُوْل وتشفُّعه لأجل القديسين في أفسس (أفسس ١: ١٥- ٢٣)٠
ماذا يعني الجسد الرُّوحي الذي رأسه يسوع المسيح؟ (أفسس ١: ٢٢- ٢٣)٠
أفسس ١: ٢٢
٢٢ وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ, وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ, ٢٣ الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ, مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ (أفسس ١: ٢٢- ٢٣)٠
عندما سقط شاول على الأرض مِن على حصانه المذعور، حين ظهر له نور يسوع المجيد أمام دمشق، اخترق سؤال ربِّه أحشاءه: "لماذا تضطهدني؟" لم يكن شاول يضطهد يسوع لأنه كان يتصور أنه قد مات منذ زمن طويل وأنَّ جسده قد تفتت وفسد. لكنَّ طالب التوراة كان يضطهد كنيسة القائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ ببغض وقسوةٍ منقطعي النظير. كان يريد إرغام الكنيسة على العودة إلى نظام العهد القديم٠
فتح سؤال المسيح عيني ذهن هذا الشاب المغرور، ففهم أنَّ: المصلوب حيٌّ. ولقد أحسَّ شخصياً بالألم الذي ألحقته بأتباعه. إنَّه مرتبطٌ بهم ارتباطاً وثيقاً. وهو وكنيسته وحدةٌ تامَّةٌ. يتألَّم عندما تتألم كنيسته. يسوع وكنيسته واحدٌ٠
صاغ هذا الإدراك تفكير شاول الذي صار بولس وأفرغه في قالبٍ معيَّنٍ، فاستنتج: أنَّ المسيح هو رأس جسدٍ روحي، والرأس لا يقوم بدون جسده والعكس بالعكس لا يستطيع الجسد أن يعيش بدون رأسه. الأعصاب التي تربط الرأس بالجسد سرعان ما تبلغ الرأس بكل ألمٍ. والرأس يسمح للألم في المنطقة المجروحة أو المضروبة بأن يلدغ ويُحرق. الجسد والرأس مرتبطان أحدهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً٠
ثمة واقعٌ آخر يُعادل في أهميته هذه الحقيقة: إذا كانت للرأس رغبةٌ ما وأبلغ القدمين: "تقدما إلى الأمام أوتحركا إلى الجانب" فلا تستطيع القدمان عِنْدَئِذٍ أن ترجعا إلى الخلف. فذلك لن يكون طبيعياً أو حتى غير محفوف بالمخاطر. كذلك الأمر لا تستطيع اليد أن تستهل عملاً ما أو أن تستلقي جانباً ببطء إذا أمرها الرأس "اكتبي رسالة". الرأس والجسد وحدةٌ لا تنفصم٠
كما نرى روحياً إنَّ قائد الكنيسة أو الأسقف ليس رأس الكنيسة، لأنَّ المسيح القائم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ هو وحده الرأس. كذلك لا يجوز لأي عضو كنيسة أن يبدأ من تلقاء نفسه بنشر أو بمحاولة تحقيق أفكار غريبة إذا لم تكن موحى بها بطريقة إيجابية مِن يسوع رأسه. إنَّ جميع إعلانات المجامع وأهداف الكنيسة هي "هراء" إن لم تكن خاضعةً للمسيح الحي الذي هو رئيسها ومنسقها الروحي. العمل الاجتماعي أو التأثير السياسي أو برامج الراحة والاسترخاء هي غير ملائمة وتشبه فيروس الإنفلونزا في الجسم إن لم تكن موافقة لنصوص الإنجيل. يسوع رأسنا يكلِّمنا بواسطة أسفار العهد الجديد. ونحتاج إلى أن نبحث ونصمم كل مجال من مجالات حياتنا وأفكارنا باعتمادٍ دائمٍ على يسوع٠
مضى بولس، وهو تحت الحراسة في السجن، أبعد مِن ذلك في شهادته فوصف الكنائس التي في أفسس وحولها بملء الله الحي. وكتب في رسالته إلى أهل كولوسي مِن سجنه: "فَإِنَّهُ فِيهِ (في المسيح) يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ, الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ" (كولوسي ٢: ٩- ١٠). لم تُكتب هذه العبارات بصيغة المفرد هي ليست موجَّهة إلى أعضاء كنيسة أفراد، بل إنَّها تشمل كجمعٍ جميع المؤمنين المولودين ثانيةً. وهذه الحقيقة تُبعدنا عن الاستكبار، وفي الوقت نفسه تحثُُّنا على الذَّهاب إلى جارنا في الكنيسة لأنَّنا معاً فقط نستطيع أن نشترك في ملء الله. إنَّنا نحتاج إلى بعضنا البعض مثلما تحتاج العين إلى القدم، وكما الأصابع لا فائدة لها بدون القلب. شرح بولس هذا السر البراغماتي بالتفصيل في رسائله (١ كُوْرِنْثُوْس ١٢: ٤- ٣١؛ أفسس ٤: ١٥- ١٦)٠
حرَّكت ظاهرة "الملء" بولس في عمق كيانه. كان يسوع قد أعلن قائلاً: "لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللَّهُ الرُّوحَ" (يُوْحَنَّا ٣: ٣٤). كان يسوع نفسه مملوءاً مِن الرُّوْح القُدُس. كان تجسيد روح أبيه (إشعياء ٩: ٥؛ يُوْحَنَّا ١٤: ٥- ١١). يأتي هو وأبوه ويحلاَّّن في الذين يحبُّون يسوع حقّاً: "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي, وَيُحِبُّهُ أَبِي, وَإِلَيْهِ نَأْتِي, وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً" (يُوْحَنَّا ١٤: ٢٣). وحيثما يحلُّ يسوع وأبوه معاً في شخصٍ يدخل ملء الله. تفوق هذه الحقيقة ثانيةً عقل كل باحث عن الحق. أمّا الذي قد مُسح بروح الله فيرى ويسمع ويفهم حقاً أنَّ حضور الآب والابن والرُّوْح القُدُسهو نتيجةٌ للنِّعمة وحدها٠
صلاة: ربَّنا يسوع المسيح، نسجد لك لأنَّ فيك صار الآب إنساناً. فيك تجسد ملء الله. نسجد لك لأنَّك عمَّدتنا بروحه القدُّوس ليكون لنا نصيب الحياة في ملء الله. نحن لا شيء وأنت كلُّ شيءٍ. ساعدنا على أن نأتي بكثيرين ممَّن لا رجاء لهم كي يروك نتيجةً لنورك المشرق فيهم، آمين٠
:الأسئلة
١٢- كيف الرب يسوع هو رأس كنيسته؟
١٣- ما معنى حلول ملء الله في كنيسة يسوع المسيح؟