Home -- Arabic -- Galatians - 030 ()
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
رابعاً: الحرِّية مِن النَّاموس القَديم هي أساسُ السُّلوك في الرُّوْحِ القُدُس (٥: ١- ٦: ١٨)٠
٥- ضحوا من اجل الكنيسة ولا تخجلوا (٦:٦-١٠)٠
غَلاَطِيَّة ( ٦:٦- ١٠)٠
وَلَكِنْ لِيُشَارِكِ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْكَلِمَةَ الْمُعَلِّمَ فِي جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ. ٧ لاَ تَضِلُّوا. اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. ٨ لأَِنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا. وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. ٩ فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَِنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. ١٠ فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ وَلاَ سِيَّمَا لأَِهْلِ الإِيمَانِ
تَظهر محبَّتك في تبرُّعاتك. لا تستطيع أن تخدم الله والمال في وقتٍ واحدٍ. الرُّوْح القُدُس يُحرِّرك مِن الحسد والبُخل. الاهتمام الزَّائد بالخبز اليومي تجربةٌ تتدرَّج إلى الخطيَّة. والرَّب يُحرِّرك مِن حالك، ويمنحك القلب الذي يُحبُّ العطاء أكثر مِن الأخذ٠
يليق بك أن تكرم خادم الرَّب الذي يُقدِّم لك العلم والقوَّة مِن الإِنْجِيْل، وأن تُنفق عليه مِن دخلك. إنَّ هذا الواجب ليس أمراً غريباً، لأنَّ الكلمة تفوق في قيمتها كلَّ ما تجنيه مِن أرباحٍ دنيويَّةٍ. فادفع لكنيستك ما يكفي لقيامها بجميع خدماتها٠
لم يكن بُوْلُس ليقبل قرشاً واحداً مِن مستمعيه، كي لا يقول أحدٌ إنَّه يَعِظ لأجل المال؛ بل اشتغل بيديه ليعيل نفسه وزملاءه؛ فكان له الحقُّ والجرأة أن يطلب من الكنائس أن تتبرَّع بسخاء وليس ببخل٠
وبعد اقتراحه هذا مباشرةً، دلَّ قرَّاءه على عدل الله الذي يغار على كرامة ملكوته. فالآب السَّمَاوِيّ يمنحك القوت والكساء يوميّاً، على الرَّغم مِن خطاياك، ويُرسل لك خادم الإِنْجِيْل دون أن تستحقَّ ذلك، كي يُبشِّرك بكلمة المصالحة، فتخلص بالنِّعْمَة، وتنال الحَيَاة الأَبَدِيَّة التي هي الرُّوْح القُدُس نفسه. فكيف تقوم مِن الموت إلى حياة الله وأنت بخيلٌ حسودٌ لا تُشفق على مَن يُبشِّرك ولا ترثي لحاله؟ إنَّ الله يغار على خُدَّامه، فمَن يسعى إلى ضمان نفسه أكثر مِن سعيه إلى تمويل نشر ملكوت الله لا يستحقُّ أن يكون من أهل الملكوت. فإمَّا أن تهتمَّ بحقوقك وأموالك وشؤونك الدُّنيويَّة، فتحصد إذ ذاك الموت والدَّيْنُوْنَة؛ أو أن تبذل نفسك في سبيل الرُّوْح القُدُس وحوافزه، فتربح الحَيَاة الحقيقيَّة مع الله٠
لا نجد أيَّ إشارةٍ إلى مبدأ المكافأة في تعليم بُوْلُس، فنحن لا ندفع مبالغ لبنك الله بشكل تبرُّعات وصدقات كي نأخذ مقابلها بركاتٍ تعادل قيمة ما دفعناه مع الفائدة المستحقَّة. كلاَّ، بل إنَّ تبرُّعاتنا وصدقاتنا هي بمثابة شكر وحمد لأجل تضحية المسيح الذي بذل حياته لأجل فدائنا. ففي المسيح قد ربحنا كنوز السَّماء وبركاتها، لذلك ينبغي أن نشكره ونُكرمه بتقديم حياتنا في سبيل الخدمة٠
إنَّ موت المسيح على الصَّلِيْب يحثُّنا على بذل الغالي والرَّخيص في العمل الخيري، لأنَّه مات لأجل الخطاة الذين لا يستحقُّون العون. ونحن نتبعه في هذه النِّية، ونُدرِّب أنفسنا على خدمة جميع الناس. والرُّوْح القُدُس يُلهم كلَّ مَن قَبل تضحية المسيح بعمل الخير بحكمة وسخاء. وهو، قبل كلِّ شيءٍ، يَدلُّك على أخيك في الرُّوح المحتاج، أو على الأرملة، أو الأيتام، لتساعدهم دون أن تنتظر منهم شيئاً، لأنَّ الرَّب جعلك وكيلاً عليه. وبقَدْر ما تتبرَّع وتُنفِق في سبيل الرَّب يملأك بخيراته العميمة كي تستمرَّ في الخدمات نفسها؛ فما نحن إلاَّ أنابيب تنقل فيض نعمته إلى أرجاء العالم كلَّه. ولكن إذا كان الأنبوب مسدوداً، يتوقَّف سيل البركات، وتنقطع أنهار النِّعْمَة عن الانصباب في الآخرين٠
فاطلُب إلى ربِّك أن يُحرِّرك مِن مالك، لكي تتحرِّر حقّاً لخدمة الله٠
الصَّلاَة: أيُّها الرب يسوع المسيح، أنت مالك الكلِّ، وقد أصبحتَ فقيراً، وملأتَ بحبِّك العالمين؛ فأعطِنا ألاَّ نهتمَّ بالمال، بل بالمحبَّة والخدمة والعطاء والتَّضحية، لأنَّ محبَّتك قد أصبحَت شعار حياتنا. افتح عيون قلوبنا لنرى المحتاج، وأعطنا الفكر الحكيم لنُساعد بالطَّريقة المُثلى، وامنحنا القوَّة وكلَّ ما يلزمنا لإكمال خدمتنا في اسمك٠
السُّؤَال: ٣٢- لماذا المال مهمٌّ في خدمة الله؟