Home -- Arabic -- Galatians - 027 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
رابعاً: الحرِّية مِن النَّاموس القَديم هي أساسُ السُّلوك في الرُّوْحِ القُدُس (٥: ١- ٦: ١٨)٠
- ٣- اسْلُكُوا بِالرُّوحِ ، فتغلبوا شَهوات الْجَسَدِ (٥: ١٦- ٢٥)٠
غَلاَطِيَّة ( ٥: ١٦- ١٩)٠
وَإِنَّمَا أَقُولُ اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. ١٧ لأَِنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ. وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. ١٨ وَلَكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. ١٩ وَأَعْمَال الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ الَّتِي هِيَ زِنًى عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ
لا يُخضِعنا بُوْلُس مرَّةً واحدةً للناموس، بل يُرشدنا إلى السُّلوك بالرُّوح. فعبيد الناموس يتعذَّبون تحت الناموس، ويرون في كلِّ جهةٍ واجباتٍ وفرائض ثقيلةً. أمَّا المؤمن المولود من الرُّوح فيجد أنَّ الناموس لا يضغط عليه، بل يسكن فيه. فيرى في كلِّ جهةٍ إمكانيَّاتٍ للخدمة، وامتيازاتٍ لاحتمال الصِّعاب. فالسُّلوك بالرُّوح عكس حفظ الشَّريعة غصباً، لأنَّنا لسنا نحن متمِّمي وصايا المحبَّة، بل الروح السَّاكن فينا هو القوَّة والدَّافع لإتمام لذَّة الخدمة. فموقفنا تجاه الله والناموس قد تغيَّر مبدئيّاً. فلسنا عبيد الناموس الضُّعفاء، بل أولاد الله المولودين مِن روح المحبَّة٠
إنَّ السُّلوك في قوَّة الرُّوْح القُدُس هو سرُّ المَسِيْحِيّين الحقيقيين. وهذا الرُّوح يُرشدنا بدقَّة كالبوصلة في الطريق المستقيم، كما انَّه القوَّة لإتمام خدمات متنوِّعة. فلا نريد أن تسيطر الخطية والشهوة علينا فيما بعد، ولا نتفوَّه بكلمات بذيئةٍ، بل إنَّ الرُّوْح القُدُس يمنحنا الإرادة والعزم والقدرة على رفض شهوات الجسد. لا يجد الإنسان العاديُّ في نفسه القوَّة ليكون طاهراً وصادقاً، أمَّا المتجدِّد بالنِّعْمَة فيغلب تجاربه بقوَّة الروح الموهوب له٠
لكنَّ ساحة الحرب بين السَّماء وجهنَّم تمرُّ بقلب المؤمن، لأنَّ جسده يثور على إرشاد الروح، كما أنَّ الروح يُخمد ظمأ الجسد. فلا نجد راحةً ما دمنا على الأرض؛ فيسوع نفسه كان مجرَّباً بجميع التَّجارب، لكنَّه بقي بدون خطيَّة، لأنَّه ثبت في روح أبيه، فعلَّمَنا خلاصة كفاحه الشَّخصي قائلاً: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ، أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ٠"
إنَّ مَن يثبت في الحَيَاة الرُّوْحِيّة، فيقرأ كلمة الله يوميّاً، ويَطلب شركة الإِخْوَة المُصلِّين، يجد القوَّة للسُّلوك بالرُّوح، فلا يضطرُّ إلى خدمة جسده بأمانيه وشهواته، بل يقوِّيه الروح للغلبة. فالمؤمن ليس تحت قيادة الناموس الذي لا يمنحه قوَّة التَّغلب على الخطيَّة، في حين يطلب منه بصراحة تنفيذ الوصايا، ومن ثمَّ يدينه لسقوطه أخيراً إذا لم يُتمّ كلَّ حرفٍ مِن الشَّريعة؛ بل إنَّ السَّالكين في روح المسيح يريدون طوعاً، ومن صميم قلوبهم، تنفيذ إرادة أبيهم، وينالون لصلاتهم قوَّة الانتصار على التَّجارب؛ وإذا أخطأوا سهواً يتبرَّرون بدم المسيح، فلا يعيشون تحت لعنة الناموس، بل في نعمة الإِنْجِيْل وقدرته الرُّوْحِيّة٠
الصَّلاَة: أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، نُعظِّمك ونشكرك لأنَّك اشتريتَنا بدم ابنك مِن حقوق النَّاموس، وقوَّيتَنا بروحك كي نغلب الخطيَّة. قوِّنا كي لا نسلك حسب شهوات جسدنا، بل نَثبت في المحبَّة وطهارة الفرح والسَّلام، كما غلب ابنك جميع التَّجارب٠
السُّؤَال: ٢٩- ما هو الفرق بين السُّلوك في الرُّوح، والعبوديَّة تحت النَّاموس؟