Home -- Arabic -- Galatians - 014 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
ثالثاً: النَّامُوسُ والإِنْجِيْلُ بمقاصِدِهما ونتائِجِهما (٣: ١- ٤: ٣١)٠
٢- المسيحُ حرَّرَنا مِن لعنة النَّامُوسِ ، وحقَّق بركة إِبْرَاهِيمَ لجميع الأُمَمِ (٣: ٦- ١٤)٠
غَلاَطِيَّة (٣: ١١- ١٤)٠
وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ لأَِنَّ الْبَارَّ بِِالإِيمَانِ يَحْيَا. ١٢ وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ بَلِ الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا. ١٣ اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَِجْلِنَا لأَِنَّهُ مَكْتُوبٌ مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَة. ١٤ لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ
برهن بُوْلُس للكنائس في غَلاَطِيَّة أنَّ كلَّ مَن يبني نفسه على شريعة موسى لا يجني إلاَّ لعنةً وهلاكاً ودينونةً. فكلُّ مَن يتديَّن ويتشدَّد في تديُّنه زاهداً ومتقشِّفاً يغترُّ ويخدع نفسه، لأن لا حفظ الأعياد، ولا الختان، ولا ترديد الصَّلوات المحفوظة، ولا الحجّ، ولا التَّبرعات تنفعك شيئاً، طالما أنَّ خطاياك قائمةٌ ضدَّك، ومشتكيةٌ عليك، ولا يُمكنك أن تكتم صراخها٠
لعلَّ الغَلاَطِيِّيْنَ تساءلوا: "ماذا يبقى لنا إنْ لم نَعبد الله بناموسه المقدَّس؟" فأجابهم رسول الأمم: "إنَّ البارَّ بالإيمان يحيا". فالبرُّ يحصل بالإيمان بنعمة الله. ومَن يؤمِنْ يحيَ، لأنَّ حياة الله الجديدة لا تحلُّ في الإنسان إلاَّ بالتَّمسك بيسوع وعمله الفدائي. أجل، إنَّنا نقرأ في الناموس الوعدَ بأنَّ مَن يحفظ جميع الوصايا دون نقصان يحيَ. وإذْ لم يفعل أحدٌ ذلك، فجميعُنا مُدانون تحت اللَّعنة٠
ليس فينا شيءٌ صالحٌ، إنَّما الناموس يُحرِّكنا للعمل الذَّاتي، ويُشجِّعنا على الثِّقة بقدراتنا البشريَّة، فنظنّ أنَّنا صالحون، رغم أننا مُجرمون فاسدون ضالُّون٠
هكذا ظهر الفريسيون والكتبة والنَّامُوْسِيّون في زمن يسوع، فلم يؤمنوا به، ولم يتوبوا، لأنَّهم اغترّوا بأنفسهم. أمَّا المؤمن فلا يتَّكل على ذاته، بل يعترف بفجوره، ملتمساً مِن الرَّب النِّعْمَة والغفران. فالإيمان الحقُّ يُحرِّر مِن الثِّقة بالذَّات، ويُقرُّ بعدم صلاح الإنسان، وبحاجته الماسَّة إلى الخلاص٠
بعد هذا العرض الفكريِّ لمبادئ الإيمان والناموس، شعر بُوْلُس أنَّ أعضاء كنائسه يتساءلون في أذهانهم: "إنَّ لعنة الله لا تزال تضغط علينا، فكيف نخلص؟ هل بمجرَّد الإيمان؟"، فتهلَّل، ودلَّ أحبَّاءه على المصلوب، لأنَّ الصَّلِيْب الذي كان يُعتبَر عند الرومان خَشَبَة العار لم يكن مخصَّصاً لإعدام المجرمين مِن الرومان، بل مِن العبيد والأجانب٠
وبما أنَّ يسوع عُلِّق على خَشَبَة العار، والقُدُّوْس البارّ ظهر كمجرم ملعون، فقد صار لنا رجاءٌ أنَّ الرَّحيم حمل عارنا، وأبطل اللَّعنة عنَّا، وبرَّرَنا بموته الكَفَّارِيّ. ألا فاعلمي يا نفسي أنَّ القُدُّوْس صار لعنةً لأجلنا! ما أعظم عمق محبَّة ابن الله لنا، الذي اختار الدَّيْنُوْنَة والغضب لكي يتحقَّق وعد الله لإبراهيم فينا٠
ما هو مضمون هذا الوعد؟ إنَّه حلول الرُّوْح القُدُس في المؤمن، وشركة الله مع الناس. فمَن يؤمن حقّاً بالمسيح يحلّ الرُّوْح القُدُس فيه. أمَّا باقي الناس وأتباع الدِّيانات التي لا تؤمن بابن الله، فهم لا يعرفون روح الرب، ولا يشعرون به، ولا يأتون بثماره، لأنَّ بالمسيح وحده ننال روحه القُدُّوْس٠
الصَّلاَة: نشكرك أيُّها الرب يسوع لأنَّك متَّ على خَشَبَة العار لأجلنا، فاخترت مكاننا، لنعيش نحن أحراراً في البرِّ والقَدَاسَة. شكراً لمحبَّتك العظيمة. حرِّرنا تماماً مِن اتِّكالنا على ذواتنا، أو على أيِّ ذراعٍ بشريَّةٍ، كي نكرمك بإيمانٍ كاملٍ، فنحيا مِن قدرتك٠
السُّؤَال: ١٦- كيف تحرَّرْنا مِن لعنة الناموس؟