Home -- Arabic -- Galatians - 006 (Genealogy 01)
Previous Lesson -- Next Lesson
الرسالة الى اهل غلاطية - مع المسيح صُلِبْت
سلسلة دروس كتابية في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية
ثانياً: الأدِلَّة التَّاريخيَّة على السُّلطات الرَّسُوْليَّة لبُوْلُس (١: ١١- ٢: ٢١)٠
١- دعوته وإرساله مِن المسيح مُباشرةً (١: ١١- ١٧)٠
غَلاَطِيَّة( ١: ١٣- ١٤)٠
فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. ١٤ وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي٠
لم يستحقّ شَاْوُل النَّامُوْسِيّ الحصول على وحي الله، لأنَّه كان رغم تعصُّبه للشَّريعة أعمى عن حقيقة إرادة وقصد الله. فظنَّ بُوْلُس، في غيرته وتفاخره، أنَّه باضطهاده أتباع يسوع النَّاصِرِيّ، إنَّما يخدم الله، لأنَّ هؤلاء المَسِيْحِيّين تمسَّكوا بالمصلوب المحتقَر أكثر من اهتمامهم ببنيان أنفسهم وفق أحكام شريعة الآباء٠
ألحق بُوْلُس، بعدم معرفته الرُّوْحِيّة، أضراراً جسيمةً بمختاري الله، فلم يُصدِّق شهاداتهم، وضحك على صلواتهم أثناء الجلسات والمحاكمات، واعتبرهم ضالِّين كُفَّاراً يستحقُّون الرَّجم، فساقهم إلى الموت، وصار عدوَّ الله، رغم تقواه الظَّاهرية٠
وكان بُوْلُس مثلاً أعلى لزملائه من طُلاَّب النَّاموس، لأنَّه حفظ فقرات شريعة الآباء غيباً بصلاته، وطبَّقها على حياته بتدقيقٍ ودقَّة، وقدَّم العشر دون مُواربَة، ولم يأكل حراماً، ولم يتنجَّس عمداً. وقد رأى في الناموس طريق الله الوحيد، وأراد أن يكون الأوَّل في سباق البِرِّ. وهو بإيمانه هذا، في مدرسة الإنسانيَّة الشَّرعية، لم يَرَ نفسَه كما هي، بل اغترَّ وتكبَّر، ومارس الضَّغط على الآخَرين بشدَّةٍ، وفقد المحبَّة، وألحق الويل والنَّكبات بكثير مِن العائلات في اضطهاده الشَّديد لكنيسة الله٠
غَلاَطِيَّة( ١: ١٥- ١٧)٠
وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ ١٦ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا ١٧ وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُل الَّذِينَ قَبْلِي بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ٠
كانت لله خطَّةٌ منذ الأزل، فاختار بُوْلُس قبل أن يُولَد، وأوجده في عائلة ناموسيَّة، في مُحِيْط يونانيٍّ، لكي يتعلَّم معارضة الله في سيرة التَّقوى، إلى جانب الحضارة اليونانيَّة. وكما أفرز الله بُوْلُس، دعاه أيضاً أمام أبواب دمشق. فظهور المسيح لم يكن مكافأةً له على غيرته الباطلة على الناموس، بل إدانة مُرَّة لذلك المتباهي، وفي الوقت نفسه، إنعاماً لطيفاً على المُنكسِر. فدعوة الله هي نعمة للإنسان، ليست لاستحقاقه٠
كانت غاية دعوة الله لبُوْلُس هي إعلان حقيقة المسيح، ومجده العظيم. وقد أدرك بُوْلُس جوهر الإنسان يسوع، واعترف في هذه الرِّسَالَة بأنَّه ابن الله الآتي من أبي القُدُّوْس، وثبت فيه مُظهِراً صورة أبيه بالتَّمام. فدعوة الله في المسيح، وحلول الرُّوْح القُدُس في التَّائب غيَّرا شَاْوُل مُضطهِد المَسِيْحِيّين، وجعلاه عبد المسيح الأمين، حتَّى أصبح مرآةً لربِّه، وأداةً لقوَّته، ودليلاً إليه في القول والفعل٠
وامتلأ بُوْلُس بلطف ربِّه، حتَّى إنَّه لم يقدر إلاَّ أن يملأ العالَم بدين النِّعْمَة، لأنَّه فهم أنَّ دعوته تعني إرساله إلى أُمم الوثنيِّين٠
لم يتباطأ بُوْلُس، ولم يبحث في نفسه الأخطار المحتمَلة في خدمته الجديدة، ولم يطلب ترقيةً أو معاشاً للمهمَّة الإلهيَّة، ولم يدخل مدرسة لاهوتيَّةً لتثبيته في المعرفة، بل بدأ يشهد بألوهيَّة يسوع في دمشق، دون أيِّ تفويضٍ مِن الرُّسُل الأصليِّين في أورشليم، وبرهن من العهد القديم أنَّ النَّاصِرِيّ المرفوض هو المسيح المنتظَر. وكان تجلِّي الرَّب لبُوْلُس بمثابة الشِّعار الذي تميَّزت به خدمته، ومضمونه أنَّ يسوع هو الحيُّ المَجيد، ونعمته هي أساس العهد الجديد٠
لم يكتفِ بُوْلُس بالتَّبشير داخل أسوار دمشق، بل تقدَّم إلى مُحِيْطها، فكان المبشِّر الأوَّل بين أبناء العرب، مقدِّماً لهم يسوع الحَيَاة٠
هل تريد معرفة البشارة التي نقلها بُوْلُس إلى قبائل البدو وعائلات الفلاحين؟ اقرأ رسالته إلى أهل غَلاَطِيَّة، وادرس عظاته المختلفة في سفر أَعْمَال الرُّسُل، فتشترك في فيضان قوى المسيح كما انطلق مِن رسول الأمم قاطبةً٠
الصَّلاَة: أيُّها الرب يسوع المسيح، نشكرك لأنَّك ظهرت لعدوِّك، ودعَوتَه، وغيَّرتَه، وأرسلتَه، وقوَّيتَه كي يمتلئ العالم بنعَمِك. ساعدنا على فهم كلامك الذي وضعته في فم رسولك، فنتغيَّر ونتقوَّى نحن أيضاً، ونُمجِّد اسمك القُدُّوْس٠
السُّؤَال: ٨- ما هي الأفعال الخمسة (في العددَين ١٥ و١٦) التي غيَّرت حياة بُوْلُس؟ وما معنى ذلك؟