Home -- Arabic -- Luke - 127 (Peter's Denial and Deep Sorrow )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم السادس - آلام المسيح وموته وقيامته من بين الاموات (الأصحاح : ۲۲: ۱– ۲٤: ٥۳)٠
٨. انكار بطرس وندامته (۲۲: ٥٤- ٦۲ )٠
لوقا ۲۲: ٥٤- ٦۲
٥٤ فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ اٰلْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. ٥٥ وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَاراً فِي وَسَطِ اٰلدَّارِ وَجَلَسُوا مَعاً، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. ٥٦ فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ اٰلنَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ وَقَالَتْ: «وَهذَا كَان مَعَهُ». ٥٧ فَانكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا اٰمْرَأَةُ!» ٥٨ وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَنَا!» ٥٩ وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً: «بِاٰلْحَقِّ إِنَّ هذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ، لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً». ٦٠ فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ». وَفِي اٰلْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ اٰلدِّيكُ . ٦١ فَاٰلْتَفَتَ اٰلرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كلاّمَ اٰلرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ اٰلدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». ٦٢ فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً٠
لقد برهن بطرس جرأته وبطولته في الحديقة لمّا استلّ سيفه وضرب الجندي العبد. ولمّا منعه ربّه مِن الكفاح بالسيف، أطاعه رأساً ظانّاً أنّ الربّ أراد بذلك، أنْ يثبت أنّه المسيح بإحضار جيوش الملائكة، لنصرته وتحريره وهداية الرؤساء للسجود له. فيحلّ ملكوت الله في محور المجلس الأعلى٠
وبهذه الحالة الانتصارية، فلا يريد بطرس أنْ يكون بعيداً، بل على مقربة، لينال مركز وسلطة رئاسة الوزراء. فتسلّل زعيم التلاميذ خلف الجمع الضاجّ مِن وادي قدرون، ودخل معهم مِن باب المدينة المحروسة، صاعداً خلفهم الدرج المرتفع. ووصل أخيراً مستخفياً إلى دار رئيس الكهنة٠
وبينما كان الحكّام الدينيون يستجوبون يسوع عن تلاميذه وتعليمه وجاءوا بشهود زور، ليدمغوه بمخالفة الشريعة، جلس بطرس في فسحة الدار وقلبه مضطرب وممتلئ تساؤلاً. ولكنّه تظاهر بالاطمئنان. وأصغى لأحاديث الحرّاس واستهزائهم بالملك الوديع. وسمع لعناتهم على ذلك التلميذ المجنون، الّذي قطع أذن زميلهم العبد، والّذي شفاه هذا السجين الغريب٠
وفجأة اشتبهت جارية ببطرس على وهج النار. فتفرّست فيه، وتأكّدت قائلة بصوت عال فوق الجلوس: انتبهوا؟ هذا الّذي في وسطكم جاسوس، أنّه مِن جماعة يسوع. فهذه العبارة نخزت بطرس في القلب، وخطر له القفز والهرب. ولكنّه عاد فضبط أعصابه، وأجاب بسطحيّة ولا مبالاة، كأنّه لا يهمه شيء: لا. لا أعرفه البتّة. ماذا تقولين؟ أنت مخطئة! فالتفت الجميع إليه عند سماعهم اتّهامها وجوابه المنكر. ولكنّه تظاهر بهدوء البال والبراءة المسكينة. إنّما أعصابه كانت مهتزّة ومتيقّظة، كنمر يشمّ خطراً محدقاً به٠
ورغم انكاره، فقد ابتدأ الحراس يلاحظونه بدقّة وأحدهم كان أيضاً قد رأى بطرس في الهيكل مع الربّ. فكرّر اتهام الجارية وقولها. فاغتاظ بطرس ثانية، وجاوب بحدّة وإيجاز وانكر علاقته بيسوع مكرّراً وحلف بصدق كذبه (مرقس ۱٤: ٥٥-٧۲)٠
واستمّر استنطاق يسوع في دار رئيس الكهنة. وسألوه خصوصاً عن شركائه. فلم يجاوبهم يسوع بكلمة واحدة، أمّا وتلميذه الأوّل قد صاح في ساحة الدار، أنّه لا يعرف الناصري وليس مِن جماعته. فقد وقعت واقعة التّجربة الّتي أنبأه بِها يسوع سابقاً. ولكنّ التلاميذ كانوا قد ناموا وما استعدّوا للآلام وللإيمان بإرشاد الله في كلّ لحظة، والقيام بالشهادة الحقّة في حكمة. فكذب بطرس ورفض ربّه، وجدّف بحلف كاذب٠
هكذا سقط بطرس سقوطاً عظيماً، وحاول ساعة كاملة أنْ يخرج مِن الباب، دون أنْ يلاحظه أحد. وفي هذه الأثناء رآه ثالث، وتفرّس فيه بدقّة. وأكّد أنّ هذا الرجل هو جاسوس للناصري، لأنّه يتكلّم اللهجة الجليلية. فلعن بطرس نفسه إنْ كان يعرفه أو كانت له علاقة في كلّ هذه القضية٠
وفي هذه اللحظة صاح الديك، الّذي أخبره عنه يسوع في رحمته سابقاً. لأنّه عرف قلب بطرس، الّذي يفور سريعاً، عالماً أنّ الثقة بالذّات لا تخلّصنا في ساعة التّجربة، بل الاتّكال على الربّ وحده. ونخز صياح الديك أذن بطرس، كصوت بوق الدينونة الأخيرة. واخترق اضطرابه ومراءاته، فتطلّع بطرس إلى يسوع، الّذي قاده الجنود مِن بيت إلى آخر عبر الدار في هذه اللحظات الحاسمة. ويسوع التفت وسط حراسة نحو بطرس، وتطلع في عينيه. وهذه النظرة مِن ابن الله إلى بطرس حطمته وأدانته وأعلنت فساده وخبثه لآخر عمق٠
فانكسر سمعان وخجل لأنّه أدرك عدم قدرته لعمل صالح. ولم يؤمن بنبوّة يسوع حقّاً، فأدرك سوء انكاره والهلاك المحتوم عليه، وانّه ليس أصلح مِن الآخرين. فذابت نفسه المفتخرة خجلاً وخزياً، وانتهى اتّكاله على ذاته، وملأت الندامة المرّة قلبه المفجوع، وركض مِن الباب المفتوح الآن، وبكى بكاء مرّاً. فانكسار بطرس كأن فوز يسوع العظيم في تلك الليلة، لأنّه حرّر أكبر تلاميذه مِن الاعتداد والإيمان بالذات، وأراه عمق الشرّ المتأصّل في نفسه. فلهذا هدّت دموع الندامة بطرس إلى حياة جديدة مبنية على النّعمة فقط٠
أيّها الأخ هل تطلّعت مرّة إلى عيني يسوع، فاخترق قلبك ولم تؤمن بقدرتك الخاصّة، بل ارتميت تائباً إلى قدمي يسوع مخلّصك٠
الصّلاة: يا ربّ أنا متكبّر متكل على نفسي، منافق جبان رعديد. لا ترفضني، وحرّرني من قيود ذنوبي. علّمني أنْ أصبح شاهداً أميناً لأجلك في كلّ تواضع وحكمة، لكيلا أعمل ما أريد أنا، بل ما أنت تريده، وأتقوى بقدرتك، لأنّ قوّتك تكمل في ضعفي٠
السؤال ١۳٥: ماذا تعني دموع بطرس؟