Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 102 (The Pharisee and the Tax Collector Praying in the Temple )

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠

٢٨. الفريسي والعشّار يصليان في الهيكل (۱٨: ٩-۱٤)٠


لوقا۱٨: ٩-۱٤
٩ وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ اٰلآخَرِينَ هٰذَا اٰلْمَثَلَ: ١٠ «إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى اٰلْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَاٰلآخَرُ عَشَّارٌ. ١١ أَمَّا اٰلْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هٰكَذَا: اَللّٰهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنَّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي اٰلنَّاسِ اٰلْخَاطِفِينَ اٰلظَّالِمِينَ اٰلّزُنَاةِ، وَلا مِثْلَ هٰذَا اٰلْعَشَّارِ. ١٢ أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي اٰلأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. ١٣ وَأَمَّا اٰلْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ اٰلسَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اٰللّٰهُمَّ اٰرْحَمْنِي أَنَا اٰلْخَاطِئَ. ١٤ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ٠

كيف تتم صلاة مختاري الله، لأجل مجيء المسيح وإشراق ملكوته؟ هل هؤلاء القدّيسون صالحون وكاملون ومستعدّون لمجيئه أو تنقصهم التقوى والبّر والمحبّة؟

فيرينا يسوع فريسيّاً، ذهب أثناء الأوقات المعيّنة للصلاة في الهيكلّ (عادة الساعة التاسعة صباحاً، والثالثة بعد الظهر) ليمجّد الله. والمصلّي كان مِن النّاس المكتفين بأنفسهم، والمتّكلين على قدرتهم، أكثر ممّا على الله. فهذا المستكبر كان مقتنعاً ببرّه الذاتي. ولم يخطر على باله ولو مِن البعد، انّه يمكن أنْ يكون خاطئاً. لأنّه حفظ الشريعة وتفسيرها بدقّة. وتمسّك بجزئيات ثانوية تافهة لا قيمة لها. فتكلّم لسانه بكلمات كلّها احتقار للبشر، حتّى انّه لم يحبّ أحداً إلاّ نفسه. ودار حول شخصه دائماً ممجّداً ذاته. فكان أنانياً حتّى في الصّلاة، رغم أنّه جاءها بنيّة طيّبة. ولكنّ شعوره الباطني كان مفعماً بالأنانيّة حتّى انّه نسي الله، فبعد تلفظه بكلماته الأولى عند ابتداء الصّلاة، انتصب فخوراً مغروراً كديك رومي نائياً عن المصلين الآخرين بخطوات. وباشر صلاته إلى الله بألفاظ منخفضة حسب مبادئ الطقوس. مبتدئاً كما يجب «اللهّم أشكرك». ولا بدّ أنّه يليق بنا أنْ نعظّم الله، لأجل كيانه وأعماله المباركة. فليت حياتنا تصبح كلّها شكراً لخلاصه، بل شرع أمام العليم يذكر حسناته البشريّة، موضحاً «الأنا» السمينة، مرتفعاً على ظهر الآخرين، الّذين احتقرهم وأدانهم. وسمّاهم لصوصاً ظالمين زناة ساقطين، كما اختبرهم في حياته عدّة مرات. ولم ير في نفسه أقلّ لطخة مِن الخطيئة قط، بل أشاد باستقامته الظاهرة قبل كلّ شيء في حفظ الشريعة٠

وعمل أكثر مِن المطلوب، الّذي توجّب صوماً مرّة في السنة (لاويين ۱٦:۲٩)، نافلة زائدة ككلّ الفريسيين بصوم يومين مِن كلّ أسبوع (الثلاثاء والجمعة) لينزل برّ الله بالقوّة لحياته. ولم تتمّ عبادته نظرياً حتّى شملت ماله أيضاً. فقدّم العِشر، ليس مِن حقله ومواشيه حسب طقوس الشريعة فقط. بل عشر أيضاً كلّ مقتنياته وأطعمته البسيطة الأخرى، ليموّل خدمة اللاويين في هيكل الربّ. فكان واقفاً أمام القدّوس، مقدماً له الحساب استظهاراً عن جداول فضائله بكلّ اعتداد وشموخ، حتّى كان على الله، أنْ يقول معجباً به: نعمّاً أيّها الشاطر البارّ العظيم المستأهل الجنّة. ولكن إذا نظرنا بالحقيقة، نرى أنّ هذا المصلّي، لم يسبّح الله في صلاته، بل امتدح نفسه، فأصبحت صلاته تجديفاً على الخالق الرحيم٠

وبينما كان هذا الفريسي مصلّياً منفرداً عن مجمع المصلّين في الهيكل، وقف عشّار خدّاع أيضاً بعيداً عن الجماهير، وخجل مِن نفسه، لأنّه علم أنّ كلّ الحضور يحتقرونه ويدينونه. ومعهم الحقّ بذلك. فكان متخشّعاً ومتذلّلاً بصلاته، ولم يتجاسر أنْ يدعو الله. فضرب يده على صدره متأسّفاً، علامة على سوء عمله، واعترافاً بأنّ قلبه شرّير. لقد انحنى هذا الإنسان منكسراً أمام الله، واختبر في ضميره قرب القدّوس، وذاب تقريباً مِن أعماله الشرّيرة٠

فالحمد لله إذ تذكّر الفاسد اسم ربّه الحقّ، وصلّى للثالوث الأقدس، مؤمناً أنّ الله الوحيد في ثلاثة أقانيم. فلم يقل يا الله، بل اللهمّ، مقتنعاً بانّه يسمع كلماته المستحبّة. ولا يرفضه خارجاً، ولا يبيده كما يحقّ. هكذا تمسّك الشرّير بالنّعمة طالباً الرّحمة، لأنّه لم يقدر أنْ يقدّم أعمالاً صالحة قط. ولم يجد في نفسه القوّة ليقدّم مواعيد لإصلاح ذاته، ويمارس ذلك الإصلاح والتّوبة. وفي تمسّكه برحمة الله. تمتم بالكلمة الخارقة: اللهمّ ارحمني، أنا الخاطئ! فلم يقل أنا أحد الخطاة، كما يقول معظم النّاس، بل ارحمني، أنا الخاطئ والفاسد، أكثر مِن الكلّ. أنا المستحقّ الموت والإبادة رأساً٠

والمعترف بحالته لم ييأس، بل وضع نفسه بين يدي الله، واثقاً في نعمته الأزليّة، وتمسّك بمحبّته الحقّة. عندئذ قال يسوع مبتهجاً منه: هذا التائب قد تبرّر، واختبر في قلبه تعزية الرّوح القدس، لأنّ الله الجواد استجاب صلاته وغفر ذنبه تماماً٠

فأصبح هذا المثل تفسيراً ملموساً لتعليم التبرير في رسائل الرسول بولس، لأنّ البشير لوقا كان تلميذه، وسجّل هذا المثل بمفرده عن البشيرين الآخرين، ليوضح لنا تبرير المنسحق والنّعمة المنسكبة على التائب، بدون أعمال خصوصية. احفظ جوهر هذه القصّة في قلبك٠

أمّا الفرّيسي فبقي في عنجهيته وخدع نفسه، لأنّ برّه لم ينفع شيئاً. فسيظهر في إعلان ملكوت الله صغيراً ظالماً مجتنباً في الأسفل، بينما الخاطئ المتواضع التائب الحقّ يرفعه الله إلى مستواه، لأنّه قد استجاب صلواته وطهّره مِن كلّ إثم بدم المسيح الغالي الثمين. وهكذا يعلّمنا يسوع كيفية موقفنا في الصّلاة، لكيلا نصلّي مستكبرين مقتنعين بتقوانا، بل نتّكل على الصليب وحده، عائشين مِن الله فقط٠

الصّلاة: نعظّمك أيّها الآب والابن والرّوح القدس، لأنّك قد رفعت الخطاة التائبين وبرّرتهم، حين تقدّموا إليك منسحقين في أفكار ذواتهم. علّمني يا ربّ المعرفة، إنّي أنا الخاطئ. وثبتنِي متمسّكاً بنعمتك لأقول الصّلاة الكاملة: اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ٠

السؤال ١١١: كيف تبرّر العشّار الخاطئ ولم يتبرّر التقّي المتديّن؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:27 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)