Home -- Arabic -- Luke - 080 (Christ Sends Fire on Earth )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
١٤. المسيح يلقي ناراً على الأرض (١٢: ٤٩- ٥٩) ٠
لوقا ١٢: ٤٩- ٥٩
٤٩ جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى اٰلأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اٰضْطَرَمَتْ؟ ٥٠ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟
لقد قبلك المسيح، فهل قبلته أنت أيضاً؟ والمسيح احتمل نار غضب الله على الصليب، تلك الصبغة الخارقة الحمراء لحمل الله القدّوس. فلأجل آلامه استطاع بعد قيامته أنّ يلقي نار الرّوح القدس على الأرض. لقد عمل المسيح كلّ شيء لأجلك. فماذا أنت عامل لأجله؟ إنّه غفر خطاياك، فكيف تشكر فاديك؟ والرّوح القدس حاضر وعامل في العالم، ويقصد ملء قلبك. فمتَى تكرّس نفسك لمخلّصك وشفيعك الأمين؟ إنّ نار محبّة الله تدخل اليوم إلى قلوب ملايين النّاس، وتغلب ذهنهم الأناني لخدمة محبّة المسيح. فمتَى تدخل إلى صفوف موكب المفديين؟
لوقا ١٢: ٥١ - ٥٣
٥١ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى اٰلأَرْضِ؟ كلاّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ اٰنْقِسَاماً. ٥٢ لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ اٰلآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اٰثْنَيْنِ وَاٰثْنَان عَلَى ثَلاَثَةٍ. ٥٣ يَنْقَسِمُ اٰلأَبُ عَلَى اٰلاِٰبْنِ وَاٰلاِٰبْنُ عَلَى اٰلأَبِ، وَاٰلأُمُّ عَلَى اٰلْبِنْتِ وَاٰلْبِنْتُ عَلَى اٰلأُمِّ، وَاٰلْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَاٰلْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا»٠
إنّ قبول المسيح يسبّب أحياناً الخصومات في العائلات، لأنّ نور الله يكافح ضد الظلمة. والمحبّة تعارض البغضة. والحقّ يكون قاسياً تجاه الكذب. هكذا لا بدّ أنّ سلام الله يأتي بالحرب حيث لا يريد الحرب بل السّلام. وتواضع المسيح يتألّم مِن تكبّر العالم. وحيث يحلّ الرّوح القدس، النّور السماوي في قلب إنسان، يصبح هذا الإنسان غريباً عن الدنيا وأهلاً لملكوت الله. فالمقدّس في المسيح، ليس هو الّذي يكافح ضد أقربائه، بل العائلة تبغض الفرد، الّذي ولده روح الله ثانية وتؤلمه. ولكن هذه الآلام مِن أجل المسيح تنقّي إيمانك. وتصفّي محبّتك. وتطهّر رجاءك، لأنّ الربّ نفسه يقف بجانبك، ويساهم بألمك، ويحمل معك احتقارك وضرباتك. وقد قبلك في عائلة الله، ويعتني بك. وهذا الإيمان لا يعني إلغاء الوصايا العشر، بل نكرم أبانا وأمّنا، ونحبّهم ونخدمهم، أكثر مِن ذي قبل. ونحيطهم بصلواتنا، كما قالت بنت مؤمنة: إنّ أبي يحبّنِي لأجل سلوكي الطاهر. ويبغضني لأجل عقيدتي بالمسيح. ولكنّه يشتم أخي لأجل سلوكه الفاسد. ويحبّه لأجل عقيدته القديمة. فأنا أحذر ، لكي أثبت في قداسة الحياة. لكيلا يجد والدايّ سبّباً للشكوى عليّ. فتصبح محبّة المسيح فيّ شهادة إيماني الصامت٠
لوقا ١٢: ٥٤ - ٥٩
٥٤ ثُمَّ قَالَ أَيْضاً لِلْجُمُوعِ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اٰلسَّحَابَ تَطْلُعُ مِنَ اٰلْمَغَارِبِ فَلِلْوَقْتِ تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَأْتِي مَطَرٌ. فَيَكُونُ هٰكَذَا. ٥٥ وَإِذَا رَأَيْتُمْ رِيحَ اٰلْجَنُوبِ تَهُبُّ تَقُولُونَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ حَرٌّ. فَيَكُونُ. ٥٦ يَا مُرَاؤُونَ، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ اٰلأَرْضِ وَاٰلسَّمَاءِ، وَأَمَّا هٰذَا اٰلّزَمَان فَكَيْفَ لاَ تُمَيِّزُونَهُ. ٥٧ وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِاٰلْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟ ٥٨ حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى اٰلْحَاكِمِ، اٰبْذُِلِ اٰلْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي اٰلطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ مِنْهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى اٰلْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ اٰلْقَاضِي إِلَى اٰلْحَاكِمِ، فَيُلْقِيَكَ اٰلْحَاكِمُ فِي اٰلسِّجْنِ. ٥٩ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حتّى تُوفِيَ اٰلْفَلْسَ اٰلأَخِيرَ»٠
إنّ ريح الغرب تأتي بالمطر إلى فلسطين بينما ريح الجنوب تسقط عليها الرمال والحرّ الشديد. وهذا يعرفه ويعلمه كلّ فلاح منذ نعومة أظفاره، ويتصرّف بحسبه. ولكن يوحنّا لما جاء مع كرازته الحارّة للتوبة، وأمطر المسيح على العطاش بمطر الإنجيل، لم تدرك الجماهير رموز الوقت، بل بقوا أغبياء متحجّرين. ويسميّهم المسيح مرائين، لأنّهم ركضوا إلى يوحنّا وقبلوا المعمودية، ولكنّ ذهنهم لم يتغيّر قط. ولم يعيشوا حسب روح الله٠
إنّ هذه العاصفة المقدّسة تهب اليوم على أمتنا وعلى كثير مِن بلدان العالم. فمَن يسمح لكلمة الله أنّ تحرث قلبه، يمطر عليه مطر النّعمة، فيأتي بثمر كثير. ولكن مَن يهمل عصر النّعمة، فعليه أنّ يستعدّ لدينونة الله بحرّها وحسابها. إنّ علامات الزمن واضحة. فهل تدركها يا أخي؟ فإنّك اليوم تعيش في عصر النّعمة، ولكنّ ساعة الدينونة قريبة، فماذا تعمل؟
ويقدّم المسيح لك النصيحة الأخيرة قبل مجيء يوم الدين: تخلّص مِن ذنوبك تجاه الله ما دام وقت. هل هناك إنسان تبغضه أو أخطأت إليه؟ فأسرع إليه واصطلح معه، وانحنِ طالباً الغفران مِن النّاس والله. فقد مات المسيح على الصليب، وغفر ذنوبك، وكمل خلاص العالم. فاقبل فداءك، وعش بإيمانك في المسيح. وابتهج مبتهلاً في انكسارك، لان الله لا يزال منعماً عليك وعلى كلّ الّذين يطلبونه٠
ولكن حيثما تهمل وقت النّعمة، تأتي الدينونة عليك كالموت. وخدّام الربّ سيجلبونك مِن مخبئك فتظهر عيوبك ظاهرة أمام عرش الله. ولا تبقى منك أعمال صالحة أمامه، إلاّ خطايا، لأنّ الله هو قدّوس. اختر النّعمة المطلقة في دم المسيح وروحه، فتنال بر الله وتصبح خاصته. وإنْ ثبتّ في إهمالك وعنادك، تجلب على نفسك الهلاك والعذاب وجهنّم لأجل رفض النّعمة وقساوة قلبك والاستعداد الناقص للمصالحة. تب، وآمن بالربّ يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع، نشكرك لإنجيلك ومصالحتك ومحبّتك القدّوسة. نعظّمك لأنّك أنت المخلّص الوحيد. املأنِي بروحك لكي أقبل نعمتك كاملاً. وافتح ذاتي لجريان قوّتك، فأعيش باسمك. وبارك أقربائي وزملائي فرداً فرداً، لكي يخلصوا معي ويتغيّروا في سلوكهم إلى طهارة المحبّة والحق المبين. آمين
السؤال ٨٩: ماذا تعني النار النازلة مِن السماء وسيف المسيح؟