Home -- Arabic -- Luke - 073 (Jesus opposes the Demand for a Miracle )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٩. يسوع يعارض طلب الآية المعجزة (١١: ٢٩ – ٣٦) ٠
لوقا ١١: ٢٩ – ٣٦
٢٩ وَفِيمَا كَان اٰلْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ، اٰبْتَدَأَ يَقُولُ: «هٰذَا اٰلْجِيلُ شِرّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَان اٰلنَّبِيِّ. ٣٠ لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَان آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذٰلِكَ يَكُونُ اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ أَيْضاً لِهٰذَا اٰلْجِيلِ. ٣١ مَلِكَةُ اٰلتَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي اٰلدِّينِ مَعَ رِجَالِ هٰذَا اٰلْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي اٰلأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان هٰهُنَا. ٣٢ رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي اٰلدِّينِ مَعَ هٰذَا اٰلْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَان، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان هٰهُنَا! ٣٣ «لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيَضَعُهُ فِي خُفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ اٰلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى اٰلْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ اٰلدَّاخِلُونَ اٰلنُّورَ. ٣٤ سِرَاجُ اٰلْجَسَدِ هُوَ اٰلْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً. ٣٥ انظُرْ إِذاً لِئَلاَّ يَكُونَ اٰلنُّورُ اٰلَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً. ٣٦ فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّراً لَيْسَ فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ، يَكُونُ نَيِّراً كُلُّهُ، كَمَا حِينَمَا يُضِيءُ لَكَ اٰلسِّرَاجُ بِلَمَعَانهِ»٠
إنّ المسيح يسوع هو المنتصر الفريد على الشيطان والموت. ففي حال الضعف البشري اقتيد إلى البريّة لكي يجرّب مِن الشيطان، ولكن لم يوافق على التّجربة. فغلب الشيطان بضعفه. وسلّم المسيح نفسه أيضاً إلى الموت ومات على الصليب حقّاً، ولكنّه انتزع مِن الموت السلطة وقام حقّاً. فالمسيح في ضعفه أقوى مِن الشيطان والموت في قوّتهما. وقد حاول يسوع أنْ يفسّر هذا المبدأ لأعدائه، ولكنّهم لم يفهموه وقلبهم صار مظلماً، فأبغضوا المولود مِن روح الله٠
ورغم هذا فإنّ المسيح قد جاوب على أسئلتهم، وقال لهم الحقّ في وجوههم، إنّهم أشرار جداً. فهذا يخصّ الرجال والنساء والأولاد كما الزعماء والأتقياء والسطحيون. كلّ النّاس صاروا أشراراً. فلهذا يبتلعهم الموت، لأنّ الحاصد القديم واجد حقّه في كلّ خاطئ. فهذه هي الآية الناصعة للأشرار، أنّ المسيح قد قام مِن بين الأموات، مبرهناً بهذا أنّه صالح وبدون خطيئة. والصالح هو الله وحده. فبقيامته مِن بين الأموات أعطانا المسيح برهاناً لألوهيته وقداسته وقدرته الشاملة٠
ولكنّ القلوب الغليظة قد انتظرت آيات أخرى كأمطار المنّ في البريّة أو سقوط النار مِن السماء كما فعل إيليا. إنّما المسيح بذاته هو آية الله الفريدة. فهل أدركت أنّ ابن الله هو آية الله لأجلك أيضاً؟
لقد أتت ملكة الجنوب، ولم تر آية مِن سليمان، ولكنّها سمعت حكمته. وسافرت مِن بعيد، لترى هذا الممسوح من روح الله. فهذه الملكة ستشتكي في الدينونة الأخيرة على اليهود وأتباعهم، الّذين لم يؤمنوا بكلمة الله المتجسّدة. وسيقوم أيضاً رجال وثنيون مِن نينوى، ليرفعوا أصواتهم ضد عدم إيمان النّاس في زمن يسوع، لأنّ النينويين تابوا إلى ربّهم بدون عجائب، لمّا كلّمهم الله بفم النبي يونان. ولكنّنا نحن قد أعطانا القدّوس علامة خارقة: المقام مِن بين الأموات. هل تسجد له وتبشّر باسمه؟
المسيح هو نور الله في العالم، ويضيء كلّ مَن يأتي إليه وينيره. فهل صرت نوراً أو بقيت ظلاماً؟ إنّ عينيك تخبران عن حالة نفسك، لأنّهما نافذتا داخلك. فغضبك ومحبّتك وفرحك وطهارتك، تنعكس في عينيك. فإنْ كنت إنساناً بسيطاً، تكون عينك مباركة. وإنْ ركبتك الشهوة والمكر والبغضة، فإنّ الظلمة تنتشر فيك٠
وبعض المرّات ينبت من كبار وصغار في المسيح رونق الفرح والقداسة والطّهارة، الّذي ليس من دنيانَا، بل صادر مِن السماء. هذا هو البهاء الآتي مِن صورة الله المستترة في القدّيسين. فمن يأت إلى المسيح يتجدّد ويظهر فيه عربون مجد الله. فيصبح جسدنا نوراً كما أنّ ابن الله هو نور. وغفرانه وطهارته طاهران كبرق. فلا يستطيع الإنسان الفاني احتمال هذا المجد الساطع، كما لا تقدر أنت أنّ تحدق بالشمس. ولكن مَن هو في المسيح، سيشرق أكثر بهاء مِن الشمس. لأنّ المسيح فينا هو رجاء المجد٠
فلهذه الغاية العظمى يطلب المسيح منك، أنّ تفحص النّور الّذي فيك. هل انت مظلم أو منير؟ هل يسكن فيك فرح محبّة الله، أو أنانيّة البغضى ورفض النّاس؟ هل غفر المسيح لك كلّ النّجاسة والاستكبار والكذب أو تخبّئ في بيتك بعض المسروقات؟ هل دفعت ديونك إلى آخر قرش أو تحمل بعض آثامك في ضميرك؟ اطلب إلى المسيح، ليريك كيف تصبح حياتك كلّها نوراً، لكيلا تظهر في يوم مجيئه مظلماً٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، قد قمت مِن بين الأموات، وغلبت الشيطان والموت وكلّ الظلمة. وتجلس اليوم عن يمين الآب، في المجد. وأنا أعترف بذنوبي أمامك، وأطلب أنّ تساعدني لإرجاع كلّ المسروقات، الّتي في يدي إلى أصحابها، وأرتّب حياتي في روحك. طهّرني لكي أستنير في نورك إلى الأبد٠
السؤال ٨٢: لِمَ لَمْ يعط المسيح للناس دلالة بارزة إلاّ آية يونان النبّي؟