Home -- Arabic -- Luke - 071 ( The Principles of Prayer )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٧. مبادئ الصّلاة (١١: ١ – ١٣) ٠
لوقا ١١: ٥ – ١٣
٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ اٰللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقُ أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةٍ، ٦ لأنّ صَدِيقاً لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ، وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ. ٧ فَيُجِيبَ ذٰلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ: لاَ تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ اٰلآنَ، وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي اٰلْفِرَاشِ. لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. ٨ أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَان لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. ٩ وَأنَا أَقُولُ لَكُمُ: اٰسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. ١٠ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. ١١ فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ اٰبْنُهُ خُبْزاً، أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ اٰلسَّمَكَةِ؟ ١٢ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟ ١٣ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِاٰلْحَرِيِّ اٰلآبُ اٰلَّذِي مِنَ اٰلسَّمَاءِ، يُعْطِي اٰلرُّوحَ اٰلْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ»٠
علّمنا المسيح أنّ نصلّي، لنعرف لمَن نصلّي، وكيف نصلّي إليه، وبم نتكلّم في الصّلاة، ولأجل مَن نسأله، واستجابته لصلاتنا. وكلّ إنسان هو صديقك. وأحياناً تصادف صديقاً مقرّباً إليك، وتكتشف انّه جائع إلى المحبّة والحقّ والغفران والحياة الأبديّة. ولكنّك فقير ولا تستطيع أنّ تغفر لأيّ إنسان، ولا أنّ تفتح عينيه لله ومحبّته. فتشبه إنساناً ذاهباً إلى جاره، وطالباً منه الخبز بسبب مجيء ضيوف إليه فجأة. فهل تتقدّم إلى الله وتطلب منه خبز الحياة لأجل الآخرين؟ أو تطلب لنفسك فقط؟ هل أنت أناني بارد؟ أو أدركت أنّ الصّلاة الربّانية، هي صلاة الابتهال لأجل الآخرين، وهي مفعمة بالمحبّة، وموجهة لأخيك الإنسان؟
وبعض المرّات يظهر كان الله غائب عن الموجودات، أو نائم غير مهتم بك. وحقّاً فإنّ عنده أولاداً كثيرين في راحته السرمديّة وفرح مجده. فلا يحتاج إليك، وله اهتمام وأشغال أكثر من صراخك. وهنا يبتدئ الإيمان، وتبين محبّتك، ويثبت رجاؤك. اطلب إلى ربّك حتّى يستمع، وادْعه بلجاجة، حتّى يستجيب. واطرق بابه، حتّى يفتح لك. وإنْ لم يفتح، فدقّ بقوّة، حتّى يقبلك، ويمنحك خبز الحياة لأصدقائك. وهذا الابتهال الشديد هو أساس لاستجابة الله، كما وعد المسيح٠
والآيات الّتي تحوي الوعد المطلق باستجابة الطلبات قليلة في الكتاب المقدّس. فاحفظها غيباً، وأدرك معنى كلماتها اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. فالمسيح يشجعك لتطلب لأجل الآخرين ولنفسك أيضاً البركات. وتؤمن أنّ الله يستمع لما تقول. ويستجيب صراخ قلبك، ويمطر عليك بملء نعمته. فلا تنس أنّ الله أبوك، ويحبّك شخصيّاً، وينتظر ابتهالاتك. فلكم نعمة قليلة وسلطان ضعيف وبركة ضئيلة لأنّكم تطلبون مِن الربّ قليلاً لبعضكم البعض. فالله يستجيب حيثما تتكلّم المحبّة. ولكن مَن يصلّي بطريق الأنانيّة، يشبه إنساناً قد طلب رقم تلفون خطأ. افحص صلواتك، واطلب غفران خطاياك أثناء الصّلاة لكي تمتلئ طلباتك بمحبّة الله. فتدرك درجات الصلوات وضرورتها المتزايدة. الّتي يعلّمنا إياها الرّوح القدس: اسألوا، اطلبوا، اقرعوا. فكلّ واحدة أشدّ ممّا قبلها. اسأل أباك السماوي النّعمة، فيمنحك وأصدقاءك الغفران. واطلب في الكتاب المقدّس جوابه فيريك أنّ الله أبوكم. واقرع باب قلبه بصلاة التّوبة حتّى يسكب عليكم روح محبّته. فهل تصلّي كثيراً أو قليلاً؟ وقد قال الرسول بولس عدّة مرّات، واظبوا على الصلوات، صلّوا بلا انقطاع، لتمتلئ قلوبكم بروح الصّلاة٠
وقال المسيح بكلمة صغيرة، أنّ كلّ النّاس أشرار. فليس لنا حقّ بالصّلاة، واستجابة طلباتنا. والله أكبر مِن ظلمنا. فيمنحنا ذاته بروحه القدّوس. وهذا يفوق عقلنا، ويفجر حدود إدراكنا. فليس الخبز والمال والتوظيف، هي أهداف الرّوح القدس، الّتي يريدنا أنّن نطلبها. بل يرشدنا، لنطلب بعضنا لبعض إنسكابه فينا. فتب وقل: يا ربّ، انا الشرّير، اغفر لي ذنوبي كرامة لموت المسيح على الصليب، واملأ قلبي المطهّر بروحك اللطيف. واستمرّ في هذه الطلبة فتنال الحياة الأبديّة حتماً. ومَن يصرخ يا أبي: أخي الإنسان يهلك لأجل كبريائه. وهو شرّير، كما كنت أنا. فافتح ذهنه لمجدك، واغفر له خبثه. فمَن يطلب بهذه الطريقة يرَ كيف أن الرّوح القدس يعمل عمله في الإنسان المقصود بالدعاء. وحيث يستمرّ المصلي فإنّ الرّوح القدس ينزل على التائب، ويخرج منه الرّوح الشرّير، مجدّداً ذهنه، ومالئه بمحبّة الله. فأين صلاتك لأجل حلول الرّوح القدس في نفسك وصديقك؟
الصّلاة: أيّها الآب أنت الرحمان، اغفر لي صلواتي الأنانية. وارحم جيراني ليتوبوا كما أنا أطلب منك التّوبة. وأؤمن أنّك تملأنا بقوّة روحك القدّوس، ولا نتركك حتّى تباركنا٠
السؤال ٨٠: لماذا تكون أكثريّة الصلوات أنانيّة؟