Home -- Arabic -- Luke - 066(The End of Christ's Ministry in the Mountainous Region of Galilee )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الرابع - أعمال المسيح خلال سفرته إلى أورشليم (٩: ٥١ – ١٩: ٢٧)٠
٣. المسيح يرسل السبعين مِن أتباعه إلى كلّ أنحاء بلاده (١٠: ١ – ١٦) ٠
لوقا ١٠: ١ – ٢
١ وَبَعْدَ ذٰلِكَ عَيَّنَ اٰلرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً، وَأَرْسَلَهُمُ اٰثْنَيْنِ اٰثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كلّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَان هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ. ٢ فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ اٰلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ اٰلْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاٰطْلُبُوا مِنْ رَبِّ اٰلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ٠
الحصاد كثير، والعالم ناضج للدينونة، ليحصده ملاك الربّ للهلاك. ولكن الله في نعمته لم يبد النّاس بعد، بل يرسل إليهم مرّة بعد المرّة رسل السّلام. فينزل الإنجيل القوي في قلوب مستعدّة، ويأتي بثماره أضعافاً مضاعفة. ويشهد المسيح لك ببصيرته الإلهيّة، أنّ الحصاد اليوم أيضاً كثير، لأنّ كثيرين مِن النّاس يتجاوبون مع كلمة الله، ويلبسون قوّتها ويعملون مشيئة المسيح٠
ولا يتمّ حصاد المسيح نظريّاً أو عاطفيّاً، ولا يجلس عمّاله الحاصدون في الأرائك مرتاحين، بل انّ المسيح يختار فعلة مجتهدين ويرسلهم إلى الحصاد المتعب. فلا يرتاحون ولا يتخيّلون، بل يرهقون ويتعبون بدون تحديد لأوقات العمل، ما دامت الشمس لا تزال تشرق عليهم٠
أانت عامل للمسيح؟ فاطلب منه شركاء في العمل، مفعمين بالتواضع، وممتلئين بالتصميم والعزم على الخدمة، يقبلون إرشاد الرّوح القدس. وهكذا فإنّ هذا الرّوح في المسيح قد أمرنا بأهم طلبة للتبشير. فلا يريد ربّك منك الاجتهاد حتّى الموت، بل الصّلاة لأجل إرسال فعلة كافين لحصاده، لكي يجمعوا معاً سنابله إلى مخازنه هو، وليس إلى مخازنهم الخصوصيّة. فأنت لِمَن تعمل؟ ألنفسك، أم للمسيح؟ أتشكر ربّك لكلّ معاونيك في الخدمة أم تتذمر منهم؟ وهل تطلب مِن ربّك كفاية مِن الخّدام المخلّصين للعمل في بلادك؟
ويدعوك المسيح اليوم أنّ تخدمه، كما أرسل آنذاك الرجال السبعين في الخدمة التبشيريّة. وقد رمز بعددهم إلى المجمع اليهودي الرسمي وشيوخ العهد القديم، ليصبحوا شيوخاً في عهده الجديد، ممتلئين بروحه (سفر الخروج ١٥: ٢٢ و٢٤: ١ وعدد ١١: ١٦)٠
ولم يرسلهم المسيح فرادى كلّ واحد إلى قرية بمفرده، بل أرسلهم اثنين اثنين إلى قرى مختلفة، لكي يسند أحدهما الآخر ويشجّعه. وكيلا يتفاخر واحد على زميله. فإذا تكلّم أحدهما صلّى الآخر. وإنْ نام ذلك سهر الأوّل. فإذاً قد أعطى المسيح مواهب مختلفة لأتباعه، لكي يحتاج بعضهم إلى بعض، ويمرّنوا أنفسهم في تواضع المحبّة. فاعتبر نفسك الأصغر في فرقتك أيّها الأخ، لأنّ زميلك يحتاج إلى صبر أكثر لاحتمالك، كما تحتاج إلى تأنّ لاحتماله أيضاً
لوقا ١٠: ٣ – ٤
٣ ِذْهَبُوا. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلان بَيْنَ ذِئَابٍ. ٤ لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي اٰلطَّرِيقِ٠
وقد أرسل المسيح أتباعه كخراف بين ذئاب. تصوّر ماذا يحدث إذا دخل خروف بين مجموعة الذئاب الجائعة؟ إنّه لا تمرّ ثانية واحدة إلا وقد افترس هذا المسكين. هكذا يفسّر المسيح خدمة رسله. فالعالم مفعم بالأرواح الشرّيرة المبغضة للمولودين مِن روح المسيح. فلهذا يرسلك مخلّصك إلى الملبوسين الأشرار، لكي يتغيّروا بوداعتك ويصبحوا حملاناً ودعاء، كما كان يسوع نفسه حمل الله الوديع، الّذي افترس مِن سلطات الظلمة. فموته غيّرنا إلى رعيّة الله، وأعدّنا للموت لأجل العالم الشرّير٠
إنْ فهمت مسيرك وهدفك بهذه الطريقة، فلا تهتم بعدئذ لأجل المال واللبس والرّاحة والغذاء. ولا تتشوّق للأفلام، ولا تتأخّر في عملك التبشيري متكلّماً عن الأمور الباطلة، بل تختار الفقر وتتقدّم إلى الأخطار، لأنّ الربّ شخصيّاً يرافقك ويحميك. إنّ الله هو مكافأتك الوحيدة. فهل أدركت ماذا يقدّمه المسيح لك، إنْ خدمته؟ اضطهاداً فقراً موتاً. وعوضاً عن ذلك كلّه حضوره العظيم. إنّه اختارك ويرسلك الآن، ويرشدك. وهو مسؤول عنك. وليس أحد يقدر أنّ يخطفك من يده. ويضع يده مقفلاً أفواه الذئاب الجائعة، حتّى تتمّ خدمتك كاملاً٠
لوقا ١٠: ٥– ٧
٥ وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَّوَلاً: سَلاَمٌ لِهٰذَا اٰلْبَيْتِ. ٦ فَإِنْ كَان هُنَاكَ اٰبْنُ اٰلسَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ. ٧ وَأَقِيمُوا فِي ذٰلِكَ اٰلْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ ممّا عِنْدَهُمْ، لأَنَّ اٰلْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ. لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ٠
إنّ المسيح لا يرسلك إلى كلّ العالم، بل إلى فئات وعائلات معيّنة. وحقّاً، انّه يقدّم الإنجيل لكلّ النّاس، ولكن فرقاً خاصّة فقط، هي الّتي تلتفت إلى بركات سلام الله. وتبشير الأفراد ليس هدف خدمتنا دائماً، بل كثيراً ما نقصد ربح العائلات بأكملها. احمل قوّة سلام الله بكلماتك إلى قلوب الآباء والأمّهات والإخوة، فيملأ الإيمان بالمصلوب جوّ البيت، ويجذب كلّ الأقرباء إلى روح السّلام٠
ولكن إذا تقسّى بيت مستهزئاً بابن الله، فلا تتعجب وتنقم، بل إنصرف هادئاً. لأنّ دينونة الله ساقطة على ذلك البيت. اطلب أولاً العائلة الجائعة إلى سلام الله وامكث فيها. ولا تخجل أنّ تعيش مِن تقدماتها وتأكل حتّى تشبع ما دمت تخدمهم وتجتهد مصلياً لأجلهم٠
لوقا ١٠: ٨ – ١١
٨ وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ، فَكُلُوا ممّا يقدّم لَكُمْ، ٩ وَاٰشْفُوا اٰلْمَرْضَى اٰلَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ اٰقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ ١٠ وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ، فَاٰخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا: ١١ حتّى اٰلْغُبَارُ اٰلَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ. وَلٰكِنِ اٰعْلَمُوا هٰذَا أَنَّهُ قَدِ اٰقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ٠
هل تصلّي لأجل مدينة أو قرية معيّنة وتحيط بلدتك بصلواتك المستمرّة؟ وكثيراً ما يقرّر الرّوح الساكن في أهل مدينة قبوله الإنجيل أو رفضه. ونجد أحياناً، انّ أهالي بلدة بأسرها يتقسّون قوة خدام الرب.فلا تكافح طويلاً ضد هذا الرّوح الشرّير، بل امض في طريقك، طالباً قرى غيرها مستعدّة للإنجيل، حيث يخضع كثيرون للمسيح نائلين حياته الأبديّة. والعواصم الكبرى، كثيراً ما لا تكون مسجّلة في سفر الحياة السماويّة بدرجة هامّة، بعكس حالة بعض القرى المحتقرة في دنيانا والممجّدة في السماويات. ولكن الحمد لله، فانّنا نجد أحياناً في بعض المدن أحياء فيها إيمان وتقوى، حيث يوجد الفردوس وسط الفساد، بينما توجد قرى تعمّ فيها جهنّم. إنتبه حين تبشّر متكلاً على إرشاد الرّوح القدس ولا تعاند بخدمتك. اذهب حيثما يقودك روح محبّة الله٠
لوقا ١٠: ١٢ – ١٦
١٢ وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَكُونُ لِسَدُومَ فِي ذٰلِكَ اٰلْيَوْمِ حَالَةٌ أَكْثَرُ اٰحْتِمَالاً ممّا لِتِلْكَ اٰلْمَدِينَةِ. ١٣ «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ اٰلْقُّوَاتُ اٰلْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا، لَتَابَتَا قَدِيماً جَالِسَتَيْنِ فِي اٰلْمُسُوحِ وَاٰلرَّمَادِ. ١٤ وَلٰكِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ يَكُونُ لَهُمَا فِي اٰلدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ اٰحْتِمَالاً ممّا لَكُمَا. ١٥ وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومُ اٰلْمُرْتَفِعَةَ إِلَى اٰلسَّمَاءِ، سَتُهْبَطِينَ إِلَى اٰلْهَاوِيَةِ. ١٦ الّذي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَاٰلَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَاٰلَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ اٰلَّذِي أَرْسَلَنِي»٠
إنّ دينونة الله تسقط على كلّ فرد وعائلة ومدينة ترفض ابن الله ورسله. والهلاك له درجات متنوّعة. فليس الخبث والكذب يقرّران مقدار العقوبة فقط، بل عدم الإيمان ورفض الإنجيل أولاً. وستقف مدن الجليل التقية في يوم الدين خجلة أمام أهالي المدن الفينيقيّة بإيمانها بالآلهة الفاسدة، لأنّ أهل الجليل لم يقبلوا ابن الله بذراعين مفتوحتين. وسدوم أحرقت بنار السماء، لأجل اللواط العام في المدينة. ولكن كلّ مدينة لا تقبل المسيح تدان أكثر، لأنّ عدم الإيمان والتسليم الناقص إلى المسيح أشد خطيئة مِن كلّ نجاسة كبيرة. وكفرناحوم كانت مدينة المسيح المختارة، حيث أجرى فيها أكثر عجائبه. ولكن عامة سكّانها سيصيبهم أسوأ العذاب، لأنّهم لم يتوبوا توبة صادقة، ولم يتغيّروا في أذهانهم. فيا أيّها الأخ، هل سمعت صوت القاضي الأزلي، وتبت حقّاً، وآمنت إيماناً كاملاً بإنجيل الخلاص؟
وحيث يتحرّك المؤمنون بالمسيح، ويعترفون بأسمى الأسماء، فلا ينفردون بانفسم متروكين، بل يرافقهم ربّهم شخصيّاً في الخير والشرّ، ويعتبر كلاّمهم كلاّمه، ويتعامل معهم. فكلّ إهانة ورفض وعذاب تحلّ على رسله، يحترق لها قلبه مباشرة، كما قال لشاول الطرسوسي، الّذي اضطهد المسيحيين: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ وبما أنّ يسوع وأباه واحد بالرّوح والحقّ، فإنّ كلّ تعدّ على شهود المسيح، إنّما هو تعدّ على الله بالذّات. إنّ الله العلي هو ترسك ومكافأتك، إنْ ثبتّ أميناً في شهادتك للمخلّص٠
الصّلاة: أيّها الربّ، نسجد لك، لأنّك دعوتنا إلى حصادك. اغفر لنا كسلنا وخوفنا وتباطؤنا. وعلّمنا الجهاد بإنجيل السّلام، بجرأة لكي تتحوّل الذئاب إلى حملان، وعائلات ملئت شرّاً إلى جزائر مِن السّلام. نشكرك لأنّك تمكث معنا، وترافقنا كلّ الأيام إلى انقضاء الدهر٠
السؤال ٧٥: لِمَ يأمرك المسيح أنّ تطلب مِن الله فعلة لأجل حصاده؟