Home -- Arabic -- Luke - 054 (Christ's Power Over the Storm, Demons and Death )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
١٥. سلطان المسيح على العاصفة والأرواح الشرّيرة والموت (٨: ٢٢ – ٥٦) ٠
لوقا ٨: ٢٢ -٢٥
٢٢ وَفِي أَحَدِ اٰلأََيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ اٰلْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا. ٢٣ وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي اٰلْبُحَيْرَةِ، وَكَانوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ. ٢٤ فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَاٰنْتَهَرَ اٰلرِّيحَ وَتَمَّوُجَ اٰلْمَاءِ، فَاٰنْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوءٌ. ٢٥ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ إِيمَانكُمْ؟» فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ هُوَ هٰذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ اٰلرِّيَاحَ أَيْضاً وَاٰلْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!
أكمل يسوع طريقه بجانب كفرناحوم، لأنّ أعداءه أرادوا قتله. فابتدأ بتجولات غير مستقرّة. ومرّ في كلّ قرى المنطقة. ونام في البريّة، حتّى لا يعلم أحد بمكانه. لأنّ ساعة موته لم تأت بعد. والمسيح نفسه عيّن المكان والزمان لانتصاره٠
ولمّا عبر يسوع البحيرة في سفينة، جرّب الشيطان إهلاك ابن الله وأتباعه بواسطة إغراقه في الأمواج الهائجة. ولكنّ يسوع نام مطمئناً في حفظ أبيه، لأنّه لم يرتكب خطيئة ما. فكان ضميره مرتاحاً، وروحه سكن في الله، وإرادته انسجمت مع مشيئة أبيه تماماً. فلم يخف الموت، ولم يرتعب مِن خطره. ومع هذا تعب مِن خدماته. وقد سار كيلومترات كثيرة، وجاهدت نفسه جهاداً كبيراً بصلوات وإيمان ومحبّة واحتمال للصعاب. فنام الإنسان يسوع مطمئنّاً رغم الأمواج الّتي كانت تلطم الزورق أمّا التلاميذ فقد بذلوا آخر قوّة، وحاولوا اعتراض سلطة العاصفة بخبرتهم كصيادين. ولكنّ هجوم الشيطان فاق قدرتهم البشريّة. فملأ الماء السفينة رويداً رويداً. وقد حاول التلاميذ أن يفرغوا السفينة مِن الماء الّذي تسرب إليها. ولكنّ الأمواج تعالت جدّاً. ومع ذلك فقد ظلّ المسيح نائماً. وعصفت الريح، وحلّ بهم خوف عظيم، وتشقّق الشّراع. فاطمأنّ المسيح في أبيه رغم ذلك٠
وعندئذ تقدّم التلاميذ إلى النائم، وأيقظوه واعترفوا بعدم قدرتهم. وصرخوا وسط العاصفة فزعين مِن الموت، لأنّ موجة كبيت عال أقبلت عليهم لتبتلعهم. فقام المسيح. ولم يكرز لليائسين نصف ساعة أو أكثر. ولم يباحثهم عن سبب العاصفة، بل صرخ بكلمة واحدة على قهقهة الشياطين. فسكنت الأرواح، وهدأت الأمواج فوراً. فلقد أمر الخالق مخلوقاته فأطاعته. وربّ الأرواح أمر الريح فسكتت٠
وفي هدوء جهنّم المرتعبة ابتدأ يسوع الكلاّم إلى تلاميذه ووبخ خوفهم، وسأل عن إيمانهم. ولكنّهم تراجعوا عنه كشبح. لأنّهم شعروا أنّ رب الأرواح واقف أمامهم. ولكنّ يسوع ليس شيطاناً، بل محبّة الله المتجسّدة. وهو ليس على عهد مع إبليس، بل إنّه مخلّص العالم، الّذي يطلب منّا الإيمان بألوهيته. وبدون هذا الإيمان لا نخلص، ولا نجد عوناً وبركة، لأنّ الإيمان الحي يعني ارتباطاً بيسوع وتعهداً معه إلى الأبد. فهل تؤمن بابن الله؟ فعندئذ تطرد قواه المقدّسة يأسك، وتكسب نفسك قدرة سماويّة. لأنْ ليس إيماننا عقيدة يابسة، ولا حججاً منطقيّة مِن الكتب، بل التصاق بالربّ المقام مِن بين الأموات، المنتصر على كلّ القوّة الخطيرة٠
وشركة الصيادين المخلّصين في سفينة المسيح هي الرمز للكنيسة في كلّ زمان. ونحن لا نعيش اليوم في هدوء السماء، بل نعبر بحر البشر الهائج. والشيطان يعزم على إهلاك كلّ المؤمنين بالمسيح. ولكن إذا عشنا مع المسيح في زورق واحد، يضمّنا. لأنّه غفر ذنوبنا وقدّس أخلاقنا. فلا نسقط في شركة أبيه. ويتيح لنا طلب العون في ساعات الخطر والضيق لا خوفاً ولا يأساً، بل بثقة وشكر. لأنّه يحمينا في هيجان العناصر، ويحفظنا مِن بغضة وغيظ جهنّم. هل تثبت في شركة المسيح وفي سفينة الكنيسة، وتختبر حضور راحة الله في قلبك بعدما هدأ سلام المسيح الأمواج المضطربة في نفسك؟
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح نسجد لك. لأنّك ربّ الأرباب والسيّد على كلّ القوى والعناصر والأرواح. اغفر لنا قلة إيماننا وخوفنا ويأسنا. وعلّمنا الثبات في الإيمان والاطمئنان في هدوء الرّوح القدس. لنثبت في شركة القدّيسين. ونختبر حضورك معنا إلى الأبد٠
السؤال ٦٣: ماذا يعني لنا إسكات المسيح للعاصفة الهائجة في البحر؟