Home -- Arabic -- Luke - 052 (Jesus Constant Companions,The Parable of the Sower and the Field with its Four Kinds of Soil)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
١٢. رفقاء يسوع الدائمون (٨: ١ - ٣)٠
لوقا ٨: ١ - ٣
١ وَعَلَى أَثَرِ ذٰلِكَ كَان يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اٰللّٰهِ، وَمَعَهُ اٰلاِٰثْنَا عَشَرَ. ٢ وَبَعْضُ اٰلنِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شرّيرةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ اٰلَّتِي تُدْعَى اٰلْمَجْدَلِيَّةَ اٰلَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، ٣ وَيُوَنَّا اٰمْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ٠
ينفرد لوقا البشير بالأخبار عن الطريقة، الّتي كان يسوع المسيح يحصل منها على المال لمعيشته ولبسه هو وتلاميذه. فقد امتنع الربّ عن صناعة الخبز بطريقة عجيبة مِن الحجارة. فأصبحت النساء اللواتي شفاهن مِن الأمراض يقدّمن له مِن أموالهن، ليسهّلن للرب ورسله الخدمة. وبعضهن رافقن موكب الخلاص، دون أن يرفضهنّ الربّ. لأنّ جلال قوّته وقداسة شخصيته حفظتهن وتلاميذه في طهارة. فلم تنشب النّجاسة في قرب المسيح. وهذا يدلّ على نوعية المحبّة في السماء، حيث لا توجد علاقة جنسية بل شكر ومحبّة مقدّسة، وفرح في الرّوح القدس٠
وإنّ هذا لامتياز عظيم، أنّه في الديانة المسيحية ليس الرجال هم المخلّصون وحدهم بل النساء أيضاً يخلّصن. وهولاء الخادمات الشريفات لم يتكلّمن كثيراً، بل اعتنين بذهنهن العملي لأجل الغذاء النافع واللّباس النّظيف٠
فالكثيرات مِن النساء في العالم تحرّرن بواسطة المسيح مِن احتقارهن كمخلوقات على درجة أدنى مِن الرجال، لأنّ المسيح يغفر لهن خطاياهن كالذكور على حد سواء، ووضعهن بنفس المستوى في الخلاص الفدائي. وحتّى اليوم فإنّ المسيح يقدّم لكلّ النساء والبنات ملء الإنجيل، وهذا يعني نصف البشر. ومَن يسمع صوته يأت إليه ويتطهّر ويخدمه بطريقة عمليّة، كما خدمته السّيدات المحترمات آنذاك٠
١٣. مثل الزارع والحقل بأنواعه الأربعة (٨: ٤ – ١٥)٠
لوقا ٨: ٤ - ٨
َ٤ فَلَمَّا اٰجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ اٰلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ، قَالَ بِمَثَلٍ: ٥ «خَرَجَ اٰلّزَارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى اٰلطَّرِيقِ، فَاٰنْدَاسَ وَأَكلّتْهُ طُيُورُ اٰلسَّمَاءِ. ٦ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى اٰلصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ. ٧ وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ اٰلشَّوْكِ، فَنَبَتَ مَعَهُ اٰلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. ٨ وَسَقَطَ آخَرُ فِي اٰلأَرْضِ اٰلصَّالِحَةِ، فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هٰذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَان لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعِ!»٠
هل تريد أنّ تسمع أكثر عن أنواع الأراضي في أمثلة المسيح أو هل فهمت قوله تماماً؟ فإنّ تلاميذه لم يفهموا أقوال المسيح تماماً وبآخر عمق. فطلبوا مِن معلّمهم أنْ يشرح لهم أكثر. أمّا العوام فقد اكتفوا بالقصّة الجميلة، وتركوا يسوع الزارع، ولم يفهموا زرعه ولا قلبهم الخاص. فالإنسان السطحي يقسّي قلبه تلقائيّاً ولا يأتي بثمر٠
لوقا ٨: ٩ - ١٠
٩ فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا اٰلْمَثَلُ؟». ١٠ فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ، حتّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ٠
فهذا يا أخي حال أولئك الجماهير. ولكنّك أنت، مشوّق للاستماع أكثر عن بشارة المسيح، وتطلب منه بتواضع وحكمة. فيفتح عينيك ويحرث قلبك لتستطيع قبول زرع كلمة الله. اسمع تفسير المسيح مصلّياً، فترى الخطر المشرف عليك والمواعيد الّتي قدّم لك ابن الله لنجاتك٠
لوقا ٨: ١١ - ١٥
١١ وَهٰذَا هُوَ اٰلْمَثَلُ: اٰلّزَرْعُ هُوَ كلاّمُ اٰللّٰهِ، ١٢ وَاٰلَّذِينَ عَلَى اٰلطَّرِيقِ هُمُ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ اٰلْكلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. ١٣ وَاٰلَّذِينَ عَلَى اٰلصَّخْرِ هُمُ اٰلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ اٰلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهٰؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ اٰلتَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. ١٤ وَاٰلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ اٰلشَّوْكِ هُمُ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ اٰلْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً. ١٥ وَاٰلَّذِي فِي اٰلأَرْضِ اٰلْجَيِّدَةِ هُوَ اٰلَّذِينَ يَسْمَعُونَ اٰلْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِاٰلصَّبْرِ٠
هل أصبح قلبك قاسياً كالشارع مِن كثرة سماع الراديو أو الأفكار الخاصّة المشغولة؟ فلا يبقى مكان لكلمة الله في نفسك. هل تشبه حجراً وسط النهر، لا تدخل إليه الرطوبة؟ اطلب مِن ربّك انكسار قلبك القاسي، لكيلا تشبه طريق الاسمنت بل أرضاً خصبة جيّدة لزرع كلمة الله. وإن لم تتب يأتي الشيطان شخصيّاً، وينزع منك الزرع المقدّس. فالشرّير يريد منك قبل كلّ شيء أن تنسى كلمة الله القويّة فيشغلك بعد استماعك للعظات بأحاديث باطلة وضجيج مثير ولهو زائد وتخيّلات للسراب. فيكون سماعك الكلمة عبثاً. انتبه كيف تسمع! احفظ كلمة الربّ بعزم وثبات واحفظ آيات كثيرة غيباً. ولا تظننّ أنّك تعرف مشورة الربّ كافياً. إنّك مبتدئ بسيط٠
وامتنع عن التحمّس في اتباع المسيح. فلست صالحاً وماهراً كافياً. ولا مستحقّاً لخدمته. إنّه يريد تغيير قلبك أولاً، وسحق ذهنك تماماً. لكي تتعمّق في كلاّمه، وتستخرج منه قوّة. فلا تكوننّ مِن السطحيين. بل افتح قلبك تماماً لنعمة الله. لأنّ قدرتها تستطيع حفظك في أيام الشدّة. فتصبر وتحبّ أعداءك. اطلب مِن ربّك انكسار سطحيتك وتخيّلاتك وظنّك الصلاح بنفسك. فتصبح صالحاً٠
هل تحبّ المال والربّ معاً؟ هل تحاول كسب الشرف وإنكار النفس في الوقت نفسه؟ هل تتكل على ضابط الكلّ وتريد تدبير حياتك معاً؟ هل تكتفي بفرح المسيح أو تبحث أيضاً في وحل اللهو؟ فالمسيح يريدك كاملاً له، ولا يتوّج قلباً منشقّاً. وان لم تسلّم ذاتك للمسيح تماماً وإلى الأبد، يخنقك روح العالم. وتتراكم فوقك الهموم، ولا تجدن قوّة في نفسك، لأنّ المسيح هو المنجّي والمخلّص الوحيد٠
ليس إنسان ذا قلب صالح نقي «كالأرض الجيدة» ولكنّ كلمة المسيح تجعلنا نافعين وتعدنا للاستماع والإيمان والعمل الصالح. واعلم أن ثمار الرّوح القدس لا تنمو في يوم واحد في قلب امتلأ شرّاً مِن قبل. فتحتاج لتقوية إيمانك إلى صبر وطول اناة وثقة مستمرّة في رحمة الله. فهو الّذي يحملك. فاثبت فيه، وهو فيك، فتأتي بثمر كثير٠
الصّلاة: يا ربّ أنت عالم بقلبي. افلحه عميقاً، كسّر اللامبالاة فيّ، وفجر السطحيّة. وانزع منّي الميل للمال واللهو. واغلب الهموم والشكوك، وازرع فيّ محبّتك، وعلّمني الصبر في النظر إليك٠
السؤال ٦١: لماذا قال المسيح للمرأة المحبّة إيمانك خلصك؟