Home -- Arabic -- Luke - 047 (The Healing of the Centurion's Servant)
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
القسم الثالث - أعمال يسوع في الجليل (٤: ١٤ – ٩: ٥٠)٠
٨. شفاء عبد الضابط الروماني (٧: ١ -١٠) ٠
لوقا ٧: ١-١٠
١ وَلَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ اٰلشَّعْبِ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ. ٢ وَكَان عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ، مَرِيضاً مُشْرِفاً عَلَى اٰلْمَوْتِ، وَكَان عَزِيزاً عِنْدَهُ. ٣ فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ اٰلْيَهُودِ يَسْأَلُهُ ان يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ عَبْدَهُ. ٤ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاٰجْتِهَادٍ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هٰذَا، ٥ لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا اٰلْمَجْمَعَ». ٦ فَذَهَبَ يَسُوعُ مَعَهُمْ. وَإِذْ كَان غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ اٰلْبَيْتِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدُ اٰلْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. ٧ لِذٰلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لٰكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. ٨ لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَان مُرَتَّبٌ تَحْتَ سُلْطَان، لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهٰذَا: اٰذْهَبْ فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اٰئْتِ فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: اٰفْعَلْ هٰذَا فَيَفْعَلُ». ٩ وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هٰذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وَاٰلْتَفَتَ إِلَى اٰلْجَمْعِ اٰلَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هٰذَا». ١٠ وَرَجَعَ اٰلْمُرْسَلُونَ إِلَى اٰلْبَيْتِ، فَوَجَدُوا اٰلْعَبْدَ اٰلْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ٠
كانت كفرناحوم مدينة خاضعة للملك هيرودس انتيباس، ولكنّ الرومان وضعوا فرقة من الجنود في هذا المركز التجاري الهام، لكيلا يثور اليهود فجأة. وكان قائد هذه الفرقة ضابطاً حكيماً، لم يتسلّط على الأمّة الغريبة العدّوة بالعنف. بل فهمهم وأحبّهم، لأنّه أدرك أنّ دينهم، الّذي يدعو للإيمان بالله الواحد، هو دين صحيح مفعم بالقوّة. فأكرم هذا الاعتقاد، وبنى لهم معبداً حديثاً متّسعاً وصار مشتهراً ومكرّماً في السماوات وعلى الأرض أكثر مِن الهيكل في القدس، لان المسيح تمركزها هنا وعلّم فيه، وشفى المرضى. وأخرج شياطين مِن الملبوسين٠
وبعدما تجنّد أعداء المسيح لإهلاكه. وإذ كان قد اختار تلاميذه للتبشير، أتى إليه ممثّل القائد الوثني طالباً عونه. وكان هذا القائد قد سمع منذ زمن عن مدهشات يسوع. وأرسل جواسيسه إليه، وعلم بدقّة أنّ يسوع ليس ثائراً مخيفاً، ولا يقود الجماهير المتراكضة إليه لشغب، بل هو مفعم بالمحبّة، وممتلئ مِن قوّة الله. وشفاءاته وإخراجه الشياطين أكّدا للقائد نبل مقاصده٠
فالقائد الوثني الحذر أدرك صوت الله أكثر مِن الفرّيسيين العمي، الّذين أصبحوا بتعصّبهم الشرائعي بعيدين عن الحق. وآمن القائد بيسوع بدون أن يراه، ولكنّه حصل على أقواله مترجمة، وفتّشها بدقة وفهم ماذا يريد رئيس السّلام. وعلم أنّ مملكته ليست مِن هذا العالم. وغير مبنية على السيوف والجباية٠
وفكر القائد الصالح ظهر أيضاً في عطفه على عبده المريض. فلم يتركه مهملاً، بل اعتنى به. ولمّا دنا من الموت لم يجد سيده القائد وسيلة وعوناً إلا الطبيب العظيم يسوع. ولكنّه كوثني، كان محرّماً على معلمي الدّين أن يدخلوا بيته. فأرسل إلى يسوع رسلاً وشيوخ المجمع، لكي يتوسطوا لديه لأجل عبده المريض. وأسرع هؤلاء بسرور لينفذوا رغبة القائد. وأخبروا يسوع أنّه مستحق ان يساعده، رغم أنّه نجس حسب دينهم. ولمّا لم يجبهم المسيح سريعاً إلى طلبهم، ألحّوا عليه بشدّة، وشهدوا عنده تكراراً بإحسان وفضل ذلك القائد المسؤول. وحقّاً فان محبّة الله، تستجيب لكلّ خدمة إنسانيّة مستقيمة. فذهب يسوع رغم أنّ زيارة الوثني، كانت حسب الشريعة ممنوعة عليه. وكان عازماً على ان يدخل بيت القائد، حتّى ولو حسب اليهود ذلك خطيئة٠
إنّما كانت للقائد حساسية أشعرته باستحالة دخول يسوع إلى بيته. فعبر عن إيمانه الكبير بالكلمات: لست مستحقّاً أن تدخل بيتي! تصوّر أن قائد السلطة الاستعمارية تواضع وخضع بهذا المقدار لأحكام الأمّة اليهودّية، وسمّى نفسه غير مستحق بكلّ معنى لهذه الكلمة. وذلك رغماً عن شهادة الشيوخ لاستحقاقه: إنّه مستحقّ. وهذا سِرّ عظمة أي شخص كبير، إنّه وهو مستحقّ يحسب نفسه غير مستحقّ. ويا للأسف الشنيع! إنّنا نجد العكس اليوم. فغير المستحقّ ينادي بنفسه أنّه مستحقّ. فكيف ترى نفسك أيّها الإنسان٠
وهكذا فقد اعترف القائد بإيمانه بسلطان يسوع مؤمناً أنّه يستطيع ان يأمر الملائكة ليغلبوا الشياطين والمرض، كما يأمر الضابط جنوده، ليبيدوا الأعداء والثائرين. فهذا القائد الغريب أدرك بعمق مَن هو يسوع وجوهره. ولم يسمّه سيّداً فقط، بل سمّاه رسميّاً ربّاً، كما نجد ذلك صريحاً في النصّ الأصلي اليوناني. ولم يتجاسر يهودي آنذاك ان يتلفّظ بهذا اللقب، لأنّ هذه الشهادة تعني اعترافاً بلاهوت المسيح في كيانه الإنساني٠
وقبل يسوع هذا الإيمان مباشرة متعجّباً مِن عمل الرّوح القدس في هذا الإنسان الغريب. كما استعجب أيضاً لعدم وجود الإيمان في الناصرة (مرقس ٦:٦). فأعلن ابن الله جهاراً بداية عصر التبشير للأمم، لمّا بان إيمان القائد الوثني أعظم وأقدس وأعمق وأكثر فعاليّة مِن إيمان كلّ تلاميذه وأتباعه والجماهير المتدينة. فشفى الغلام في الحال، لأنّ قوّة المسيح اتّضحت بكاملها بواسطة إيمان القائد، حتّى ولو على البعد٠
فكيف يظهر إيمانك؟ هل تؤمن لنفسك فقط أو تصلّي لأجل الآخرين؟ فحيث تقترب محبّتك وإيمانك بانسجام مع عدم استحقاقك ليسوع وتخضع له تماماً، تظهر قوّة ابن الله بأعظم بيان في خلاص أصدقائك حتّى ولو كانوا ساكنين بعيداً عنك. فكيف تتضح صلاتك الآن. أبأنانية أو بإيثار؟
الصّلاة: أيّها الربّ، لست مستحقّاً أن تقترب منّي لأنّني أنانِي نجس. اغفر لي ذنوبي وقلّة محبّتي للآخرين، واشفني وخلّصني واشفهم وخلّصهم. وأنا أؤمن أنّ قوّتك تغلبني، وأصدقائي الّذين أسماؤهم قدّامك. أنت ربّنا ومخلّصنا نسجد لك٠
السؤال ٥٦: لماذا عظّم يسوع إيمان القائد؟