Home -- Arabic -- Luke - 027 ( The Temptation of Jesus )
Previous Lesson -- Next Lesson
لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا
ثانياً: التمهيد لعمل المسيح علانية (لوقا ٣: ١ - ٤: ١٣)٠
٣. تجربة يسوع (٤: ١- ١٤)٠
لوقا ٤: ١-٤
١ أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ اٰلأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ اٰلرُّوحِ اٰلْقُدُسِ، وَكَان يُقْتَادُ بِاٰلرُّوحِ فِي اٰلْبَرِّيَّةِ ٢ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ اٰلأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. ٣ وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ اٰبْنَ اٰللّٰهِ، فَقُلْ لِهٰذَا اٰلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». ٤ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِاٰلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا اٰلإِنْسَان، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَة مِنَ اٰللّٰهِ»٠
لقد كان يسوع ممتلئاً بالرّوح القدس بعد معموديته. واشتاق إلى العزلة مع أبيه السماوي، ليتكلّم معه عن أسرار خدمته الخلاصيّة على الأرض. لأنّ الابن لم يعمل شيئاً، إلاّ ما أراه الآب. وكان هذا التكلّم مع أبيه في بريّة عالمنا مهمّاً بالنسبة إليه بمقدار، أنّه لم يهتّم بالأكلّ والشرب، لأنّ الشركة مع الله تجعل حتّى الصحراء فردوساً. والرّوح القدس اقتاد في كلّ لحظة أفكار الابن وكلّامه مع الله، وختم مباشرته لخدمته، بينما كان يصلّي ويصوم في عزلة الصحراء أربعين يوماً وليلة٠
وانسل الشيطان اللئيم إلى حرمة يسوع، بقصد أن يجد فيه نقطة ضعف، لينتزعه مِن شركة أبيه، وليبطل الصليب وفداء العالم. ولم يجد الشرّير ثغرة، يهجم منها على المسيح، إلاّ جسده الجائع. ففتح للجائع عينيه لملايين الحجارة، الّتي حوله وألهمه ان يخلق منها خبزاً. وآمن الشيطان بسلطان الابن، إنّه خالق الكون، قادر أن يغيّر المادة إلى غيرها٠
ولكن سم الشيطان كان في السؤال وليس في غاية التّجربة لوحدها. فلم يَقُلِ الشرّير أنت ابن الله، بل إن كنت ابن الله، فاعمل... واضعاً بنوّة المسيح وابوة الآب محلّ تساؤل، كأنّه غير متأكّد، وفي حاجة إلى برهان. أمّا الابن فأدرك صوت الماكر العبقري، ولم يشكّ في محبّة أبيه له، ولا في ولادته مِن الرّوح القدس، وامتنع عن التجاوب مع صوت الشيطان، ولم يطعه ولم يرد كسب العالم بواسطة الخبز بل اختار طريق الصليب٠
فأصاب يسوع الشيطان بالكلمة "مكتوب" رغم أنّه كان قادراً أن يأتي بكلمة بليغة خاصّة. لكنّه تواضع تحت وحي الله السابق وأرانا مِن ذلك أنّ الإنسان يعيش مِن كلمة الله جوهرياً. لأنّ هذه الكلمة تؤكّد لنا شركتنا مع القدّوس. فالمسيح تواضع جداً وسمّى نفسه إنساناً حقّاً محتاجاً إلى الخبز اليومي، لدوام الحياة، ومحتاجاً أكثر إلى كلمة الله، الّتي هي الغذاء الرّوحي للنفس٠
هل أدركت انتصار المسيح على الشيطان؟ لم يشكّ في بنوّته الروحيّة، ولم يطع صوت المجرّب البتّة، بل رفض إرضاء العالم بأعمال خيريّة وعجائب مثيرة، واختار السماع لكلمة الله المكتوبة كالطريق الوحيد للثبات في الحياة الأبديّة. فلا تسمع أيّها الأخ إلى ألوف الأصوات في عالمنا، ولا تستسلم لأهداف البشريّة، بل اقرأ يومياً كلمة الله بدقة. فلا تسقط في تجربة. لأنّ هذا الغذاء السماوي، هو الّذي يمنحك القوّة لغلبة الشيطان. طوبى لك، إن عيّنت في كلّ صباح ومساء ما بين خمس دقائق إلى خمس عشرة، لتصلّي وتقرأ في الكتاب المقدّس. عندئذ تغنى روحيّاً، وتتقدّس بتواضعك وتدرك أنّه ليس حلّ لمشاكلّ عالمنا إلاّ بصليب المسيح، الّذي يقودنا إلى الشركة مع الله الآب ويثبتنا فيه٠
الصّلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح، نشكرك لأنّك قاومت الشيطان مِن أوّل لحظة. ولم تشكّ في أبوّة الله وبنوّتك الأكيدة له، بل اخترت طريق الصليب، مصغياً إلى الكلمة المكتوبة. فافتح آذاننا لنصغي لصوت هداك، ونطيعك ونتقوّى لنغلب كلّ التجارب الروحيّة والنفسيّة والجسديّة٠
السؤال ٣٦: لِمَ لَمْ يصنع يسوع خبزاً مِن الحجارة في البريّة؟