Waters of Life

Biblical Studies in Multiple Languages

Search in "Arabic":

Home -- Arabic -- Luke - 019 (The Birth of Jesus in Bethlehem)

This page in: -- ARABIC -- English -- Indonesian -- Russian

Previous Lesson -- Next Lesson

لوقا -المسيح ، مخلص العالم
في دراسَة إنجِيل المسِيح حسَب البَشِير لوقا

أوّلاً- الحوادث التاريخية حول ولادة المسيح (لوقا ١: ٥ إلى ٢: ٥٢)٠

٦. ختن يسوع وتقديمه في الهيكل (لوقا ٢: ٢١ – ٣٨)٠


لوقا ٢٥:٢- ٣٥
٢٥ وَكَان رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَان, كَان بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ, وَالرّوح الْقُدُسُ كَان عَلَيْهِ. ٢٦ وَكَان قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرّوح الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الربّ. ٢٧ فَأَتَى بِالرّوح إِلَى الْهَيْكلّ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ, لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ (الشريعة), ٢٨ أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللَّهَ وَقَالَ, ٢٩ الآن تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ, ٣٠ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ, ٣١ الّذي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. ٣٢ نُورَ إِعْلان لِلأُمَمِ, وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. ٣٣ وَكَان يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَان ممّا قِيلَ فِيهِ. ٣٤ وَبَارَكَهُمَا سِمْعَان, وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ, هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ, وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. ٣٥ وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ, لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ.٣٦ وَكَانتْ نَبِيَّةٌ, حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ, وَهِيَ مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ, قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. ٣٧ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانينَ سَنَةً, لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكلّ, عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. ٣٨ فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الربّ, وَتَكلّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ٠

الرّوح القدس يعدّ أنبياءه، كما يشاء. وقد كان في أورشليم شيخ اسمه سمعان، واظب على الصلوات في الهيكل وتبرّر بواسطة إيمانه بالذبائح اليوميّة، وسلك بتواضع في طرق الربّ. وبصلواته الكثيرة فتح الربّ له عينيه لأعماق التوراة. فأدرك مسبقاً جوهر المسيح، واشتاق إلى الآتي. لأنّ كلّ الّذين يتعمّقون في المسيح المخلّص يشتاقون إلى وصوله٠

وقد حصل الشيخ القدّيس على إعلان خاصّ مِن الله. أنّه يعاين المسيح قبل موته. فقاده الرّوح الإلهي إلى الهيكل، لمّا دخل يوسف ومريم مع الطفل لتقديمه للربّ. وما كان لباسهم فاخراً، وما ظهر الطفل كبطل. ولكنْ لمّا اقترب سمعان مِن العائلة المقدّسة هزّه الرّوح القدس هزّة كصدمة كهربائية وأنار عينيه حتّى شاهد بين ازدحام النّاس الفريد، الّذي كان إلهاً وإنساناً في الوقت نفسه. فتقدّم الشيخ مؤمناً وفرحاً بسلطان الله إلى عائلة يسوع، وأخذ الطفل مِن بين ذراعي أمه المتعجبة وانحنى له خاضعاً، وسبّح الله تسبيحاً محتوياً على أعماق التوراة. ومجازاً نقول أنّه في شخص سمعان الشيخ انحنى كلّ آباء الإيمان ساجدين للطفل الإلهي مسبّحين الله تسبيحاً كثيراً. وفي هذا رمز كبير أنّ العهد القديم كلّه يخضع لمؤسس العهد الجديد٠

وكلمة "الآن" عنت لكلّ المنتظرين وصول الله ونهاية الانتظار المرتقب. فالله قد اتصل بالبشر، وهذا بيان للشيخ أنه قد وصل إلى هدف حياته. فكان مستعداً ليموت فرحاً، لأنّ عينيه تكحّلتا برؤية المخلّص. ولم يسمّه مخلّصاً بل رأى مباشرة الخلاص الكامل جارياً فيه. فأبصر كلّ القوى والبركات النابعة منه، واعترف بسلام الله على كلّ الخليقة. فلم يطلب سمعان سلام نفسه الخاصّة فقط، بل اشتاق إلى خلاص العالم كلّه فكان تقيّاً حقّاً شاملاً في محبّة الله كلّ الضّالين٠

وهذا الشيخ سمعان كان أوّل يهودي حسب إثباتات العهد الجديد أدرك بواسطة تعمّقه في العهد القديم أكثر مِن كلّ الكتبة والفريسيين أنّ المسيح ليس مخلّصاً لشعبه الخاصّ فقط بل لكلّ الأمم أيضاً (إشعياء ٥٢: ١٠) والمفسرون اليهود صمتوا عن شرح هذه الآية وبيان معناها كما أنّهم أهملوا الحقّ ان يسوع سيفتح أعين وقلوب كلّ الأمم ليشفيهم بخلاصه. فأعلن الرّوح القدس بكلمة سيف الله الرّوحي ذي الحدّين، أنّ المسيح هو مخلّص العالم تعزية لنا وحقّاً وقوّة أزليّة٠

ولكنّ الرّوح المنعم، لم يرفض أهل العهد القديم بل شهد لهم أنّهم بلا قيمة، إلاّ في المسيح لأنّ كلّ النّاس خطأة ولكنّ المخلّص يستطيع أن يرجع مجد الله في الضّالين. لأنّ الابن هو مجد الله المتجسّد. فاليهود بدون المسيح خالون مِن مجد الله وبركاته، وساقطون في الدينونة والغضب٠

ولم يفهم والدا يسوع هذه الكلمات القويّة، فتعجبا جداً. أمّا مريم فقد تمرّنت في حفظ نبوّات الرّوح القدس وهي مستعدّة لقبول المرارة بجانب علو إرسال المخلّص. فالنبّي سمعان، بارك الكبيرين، لكي يدركا إعلانات الرّوح القدس ويحملاها وأكمل ببصيرته قائلاً: لا تظنّوا أنّ مسيح الله يأتي بمحبّة لينة طروبة مفرحة. لأنّ مجيئه يعني حرباً روحيّة وانفصالاً جذرياً وبغضة ومصارعة بين السماوات وجهنّم. فالمسيح يشبه صخرة في نهر الشعوب العريض تقسمه إلى فريقين: الأول يرفض ابن الله ويسقط إلى الهلاك والسّعير. والثاني يرى الفادي ويخلّص به ويقوم من الموت روحيّاً الآن وجسدياً بعدئذٍ. وهذا المبدأ تحقّق زمن المسيح في شعبه إلى يومنا هذا بين الأمم جمعاء. فليس أحد يستطيع إهمال المسيح. فإِمّا يرفضه ساقطاً إلى جهنّم أو يحبه فيصبح عضواً في جسده الرّوحي ويدخل السماء. فما هو موقفك نحو المسيح. هل تخضع له أو تعصى محبّته؟

وكان على مريم احتمال أمواج البغضاء المسكوبة على ابنها. لم تمت بسيف يقطع جسدها. ولكن آلام ابنها على الصليب، كسّرت رجاءها الأخير وإيمانها بذاتها. فسألت نفسها هل كانت نبوّات الملائكة وكلمات أليصابات وقول الرعاة وبصيرة سمعان خاطئة؟ أو ما هو معنى ألوهية ابني؟ ولكنّ المقام مِن بين الأموات أعلن لها، أنّه كان ينبغي أن يتألّم فدية لأجلنا، وأنّ كلّ المؤمنين صلبوا معه لكيلا يفخروا بشرفهم الذاتي بل يعيشوا مِن فيضان خلاص المخلّص ففي الصليب تم الموت الرّوحي لمريم وتجديدها في قيامة المنتصر. وآمنت بالحقيقة ولكنّ الصليب لا يعني كشف الأفكار المخيفة في مريم فقط بل فينا جميعاً. فانكشف يهوذا وبطرس وقيافا وبيلاطس والشعب كلّه أثناء محاكمة يسوع. فأمام قداسته تظهر قلوبنا جليّة. فلا نقدر إلاّ على الاعتراف أن القلب أخدع من كلّ شيء وهو نجس لمَن يعرفه٠

لا يحلّ الرّوح القدس في الرجال فقط، بل في النساء أيضاً. وليس في العذارى وحدهنّ بل المتزوجات والأرامل أيضاً. فجاءت مِن الشمال الشرقي أرملة، أدركت بعد نهاية اطمئنانها في حياتها الزوجية، أنّ الحياة زائلة كضباب متبخر. فعند الله وحده، نجد الراحة لأنفسنا والسرور القلبي٠

وهكذا بقيت الأرملة ليلاً نهاراً قرب بيت الله، مصليّة لأجل مجيء المسيح وطالبة استعداد شعبه لاستقباله. ولمّا رأت أنّ صلواتها لم تغير كثيراً في الأمّة، صامت لكي تزداد أعصاب بطنها الجائعة صراخاً مستمراً إلى الله الحي المجيب. ثم قاد الرّوح القدس خادمة الربّ هذه إلى يسوع، فأدركت في الولد الربّ المتجسّد وعظمته. لا نعرف ما هي الكلمات الّتي سبّحت بها الله كما نقل عن زكريّا وسمعان. ولكنّنا نجد الخبر المفرح العذب أنّها لم تكتفِ بالتسبيحات والتحميدات، بل نقلت معرفة الله في المسيح إلى جميع الّذين ينتظرون مجيئه. تصوّر هذا الأمر الغريب أنّ الرّوح القدس جعل عجوزاً عمرها أربعاً وثمانين سنة مبشّرة فعّالة، كما أنّ هذا الرّوح المبارك، استخدم الرعاة المحتقرين كمخبري الفرح الإلهي. فأين فمك ورجلاك وقلبك لتعظّم الله عند كلّ الّذين يطلبونه٠

وقد دخل ابن الله الهيكلّ، ولكنّ الكتبة والزعماء والكهنة لم يلاحظوه البتّة. لأنّ موهبة النبوّة منطفئة فيهم. ولكنّ الشيوخ الكبار في السن المترقبين مجيء الربّ أكرمهم الله برؤية ابنه المتواضع. وقادهم الرّوح القدس إلى الإيمان والتسبيح٠

الصّلاة: أيّها الله القدّوس، نسجد لك لأنّك دعوتنا بابنك، وخلصّتنا وقدسّتنا. فنطلب اليك أن تنير أذهان كثيرين، لكي يدخلوا إلى خلاصك ولا يهلكوا. اغلب فينا كلّ استكبار وأنانيّة وكلّ فكر شرّير ونيّة سيئة لكي نعيش قدّيسين أمامك بلا عصيان٠

السؤال ٢٨: ماذا اعلن الرّوح القدس بواسطة الشيخ سمعان عن يسوع المخلّص؟

لوقا ٣٦:٢- ٣٨
٢٦ وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ, حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ, وَهِيَ مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ, قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. ٣٧ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً, لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكلّ, عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. ٣٨ فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الربّ, وَتَكلّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ٠

لم يدخل الروح القدس في قلوب الرجال فقط بل دخل في قلوب النساء كذلك. ان الروح القدس لم يفرز بين العذراوات والمتزوجات او الارامل. جائت ارمة من الشمال الشرقي، هذه المرأة عاشت حياة مليئة بالسلام ولكن بعد موت زوجها اصبحت ارملة. هذه الارملة فهمت ان الحياة تضمحل وتتلاشى مثل الغيوم، مدركة بهذا ان العلاقة مع الله هي الوحيدة الضامنة للراحة والفرح. ظلت هذه الارملة بقرب من بيت الله ليلا ونهارا، تصلي من اجل مجيئ المسيح، وكذلك تصلي من اجل قبول الناس للمسيح. ولكن عندما لاحظت هذه المرأة ان صلاتها لم تغير شيئا في شعبها، صامت وصرخت الى الله الحي لكي يقبل صلاتها. وبهذه الصلاة الحارة والصوم جاء الروح القدس وقادها الى معرفة الرب يسوع المسيح المتجسد ومجده. ان الكلمات التي استعملتها هذه المرأة في صلاتها لم يدونوا كما دونت كلمات زكريا وسمعان. ما حصلنا عليه هو كلمات تعبر عن عدم رضاها على الترانيم والتسابيح، ولكن كانت تشارك معرفتها بالله الى كل من كان ينتظر المسيح. تصور معي ايها القارء الكريم هذا الشيء الغريب: ان الروح القدس دفع امرأة طاعنة في السن يتجاوز عمرها 84 سنة ان تصير واعظة فعالة. ان هذا الروح المبارك جعل من مرعاة محتفرين الى مرسلين يتحدثون عن الفرح اللاهي. هل فمكم وارجلكم وقلوبكم استخدمت لمجد الله؟ ان ابن الله جاء الى الهيكل ولم يتعرف عليه الكتبة والقادة والكهنة، لان موهبة التنبوء حجبت عنهم. ولكن بالرغم من هذا اكرم الله الشيوخ المسنين الذين كانوا ينتظرون مجيء الرب ليرو هذا الابن المتواضع. وهكذا قاد الروح القدس هؤلاء الشيوخ الى الايمان والتسبيح٠

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on March 22, 2017, at 12:08 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)