Previous Lesson -- Next Lesson
مرقس - من هو المسيح؟
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير مرقس
الجزء الأوَّل - التَّمهيدات لظهور المَسِيْح (مرقس ۱: ۱- ۱: ۱۳)٠
٢. قيام يُوْحَنَّا المَعْمَدَان في وادي الأردن (مرقس ۱: ۲- ٨)٠
مرقس ۱: ۲- ٨
٢ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ، هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ، ۳ صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. ٤ كَانَ يُوْحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّة التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. ٥ وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُوْرُشَلِيْم وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. ٦ وَكَانَ يُوْحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبْلِ وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ وَيَأْكُلُ جَرَادًا وَعَسَلاً بَرِّيًّا. ٧ وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. ٨ أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوْحِ القُدُسِ
يَشقُّ المهندسون في أيامنا طرقاً واسعة هائلة في الصَّحارى والمستنقعات، ويبنون جسوراً كبرى فوق الأودية والأنهار. ولكن لا يستطيعون إنشاء طريق بين اللّه والبشر. فهل تريد أن يبني اللّه بنفسه صراطاً مستقيماً مِن عنده إلى قلبك وعائلتك وأصدقائك؟ هل أنت مستعدٌّ أن تخبر الآخرين بعمل الربّ ومجيئه القريب ليستعدّوا لقبوله
كثيرٌ مِن الناس يبغون الكتابة والإذاعة ليصبحوا مشهورين، ومرشدين للآخرين، وزعماء في شعوبهم. ولكنْ قليلون منهم مدعوُّون مِن اللّه حقّاً. فإنَّ صوتهم فارغ ولا قيمة له. أمّا يُوْحَنَّا المَعْمَدَان فكان ساعي المَسِيْح، وقام في قوّة الرُّوْح القُدُس. ووضع ربّه في فمه كلمات النَّبِيّ إِشَعْيَاء، فاخترق بكلماته قلوب كثيرين، وأعلن لهم ذنوبهم؛ ورأى في الصحراء مثلاً لحالة الأنفس الميتة روحيّاً والمحرومة مِن أمطار نعمة اللّه٠
طلب يُوْحَنَّا المَعْمَدَان مِن سَامِعِيْه التَّوبة الصادقة وتغيير الفكر، مع الاعتراف الواضح بالخطايا المرتكبة. وكانت المَعْمُودِيَّة في مياه نهر الأردن تابعة لإنكار النفس. فالاعتراف بالذّنوب جهراً هو كَسرٌ للكبرياء. والمَعْمُودِيَّة رمزٌ لتطهير الخاطئ وموت الإنسان العتيق٠
هل تَعلم أنَّ جميع النّاس يتوقون إلى الغفران والتطهير الشامل بمن فيهم أنت؟ اعترف إذاً بخطاياك الآن أمام ربّك، وافتح قلبك له بصدق٠
لقد أعلن يُوْحَنَّا غفران الذنوب باسم اللّه وبقوّة روحه ليمهّد الطريق للمَسِيْح الآتي. فتاب الألوف منسحقين أمام القُدُّوس. ولكنَّ المَعْمَدَان أدرك في صميم قلبه أن التَّوبة، والاعتراف، ومياه المَعْمُودِيَّة، والحديث عن الغفران لا تَكفي لإجراء التَّغيير الجذري في الإنسان، لأنَّ الرُّوْح القُدُس وحده يعزي القلوب ويصلح الإنسان. فأعلن اللّه لنبيِّه المصلِّي أنَّ المَسِيْح يأتي سريعاً ليمنح التائبين قلباً جديداً، ويعمّدهم بروحه القُدُّوس. فيُوْحَنَّا المتقشِّف الزاهد ارتعد مِن مجرَّد التَّفكير بأنّه سيلتقي ابنَ الله شخصيّاً، لأنّه عَلِم في نفسه أنَّه غير مستحق أن يحلَّ رباط حذاء الآتي. لأن لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاّ اللّه٠
والهدف الإلهي هو أنَّ التائبين يمتلئون بروح المَحَبَّة. ولكنْ ليس إنسانٌ قادراً أن يحصل على هذا الرّوح إلاّ بالإيمان الملتصق بالمَسِيْح الحي، الّذي هو مع أبيه ينبوع هذا الرّوح المبارك. فأسْرِعْ إلى يَسُوْع، معترفاً بخطاياك المرتَكَبة، وعازماً على تَرْكها نهائياً؛ فيغفر لك كلّ خطاياك، ويملأك بروحه اللطيف الطاهر. أَمينٌ هو الّذي يدعوك، الّذي سيُكمّلك إن التجأتَ إليه٠
الصَّلاَة: أيّها الآب السَّمَاوِيّ، نشكرك لأنّك أرسلت المَعْمَدَان لِيُعِدَّ طريق ابنك. قُدْنا إلى التوبة النَّصُوح بإرشاد روحك القُدُّوس، لنعرف خطايانا في نورك، ونندم عليها في أعماق أنفسنا، ونعترف بها بدون مراوغة، ونتركها بقوَّتك، ونبغضها فعلاً، وننال بالإيمان الغفران الشامل بدم ابنك الوحيد؛ فنطهر، ونمتلئ بروحك القُدُّوس، مع كلّ المشتاقين إلى محبّتك، في كلّ أنحاء العالم. آميـن٠
السُّؤَال ٩: ما هما مضمون وهدف رسالة يُوْحَنَّا المَعْمَدَان؟