Previous Lesson -- Next Lesson
متى - توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير متى
الجزء الثاني المسيح يعلّم ويخدم في الجليل (متى ٥: ١-١١: ١)٠
٣- إرسال التلاميذ الاثني عشر للتبشير ( ٩: ٣٥- ١١: ١)٠
٣. خدمات يسوع الحذرة وتجولاته ( ۱٤: ۱- ۱۷: ۲۷ )٠
د) إشباع الأربعة آلاف( ۱۳: ۲۹-۳۹)٠
متى ۱٥: ۲۹-۳۱
٢٩ ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. (٣٠) فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ (٣١) حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ.
(مر۷: ۳۷)٠
جلس يسوع على جبل في برية الجليل، ولم يستطع الدخول إلى مدينته كالعادة، لأن الفريسيين اضطهدوه وحرَّضوا الشعب ضده. أما المساكين فتقدّموا إليه سراً ليتخلّصوا من أوجاعهم. فالمسيح هو الرجاء الوحيد لعالمنا المريض. الشلّ طلبوا مَنْ يحملهم إليه فشفاهم، والخرس فكّ عقدة ألسنتهم. وإنجيله بمحبة الله خلّص كثيرين ليرجعوا إليه ويثبتوا فيه٠
هكذا لم تفارقه جماهير المحتاجين والبسطاء ليلاً ولا نهاراً، لأنهم لاحظوا ابتعاده عن الجليل أخيراً. فأرادوا أن يستفيدوا منه، ولو كلّفهم ذلك تحمُّل الجوع والصعوبات وسط الصحراء. فبقوا عند المسيح لينالوا منه القوة. كم تمكث من الوقت مع المسيح؟ دقائق، ساعات، أياماً، أو كل حياتك؟ فإنه حيث المسيح تعمل قوة الله للخلاص٠
كانت قدرة المسيح عظيمة إلى ذلك الحد حتى أنه شفى كل نوع من المرض. غن الذين جاءوا إليه احضروا معهم أقرباءهم وأصدقاءهم المرضى وطرحوهم عند قدمي يسوع. لا نقرأ عن أية كلمة قالوها له، ولكنهم طرحوهم أمامه كموضوع للرحمة يتطلع إليه. كانت مصائبهم تعبر عن حالتهم أفصح من أفصح خطيب. مهما كانت آلامنا فإن الطريقة الوحيدة لنجد الراحة والخلاص منها هي أن نطرحها عند قدمي يسوع، ان نبسطها أمامه، ونعرضها على أنظاره وأسماعه، ثم نخضعها له ونتركها لتصرفه. فعلى الذين يريدون شفاء روحياً من المسيح أن يطرحوا أنفسهم عند قدميه ليتصرف فيهم كما يشاء ويسيرهم كما يريد٠
الصلاة : أحضروا إلى المسيح عرج وعمي وخرس وشل وآخرين كثيرين. أنظر إلى ما صنعته الخطيئة، لقد حولت العالم إلى مستشفى، وما أكثر أنواع الأمراض التي تخضع لها أجساد البشر. أنظر إلى ما صنعه ويصنعه المخلص. إنه يخضع تلك الجيوش من أعداء البشرية. هنا نرى أنواعاً من الأمراض يحار العقل البشري في تعليلها وشفائها، امراضاً لا في طبائع الناس وأمزجتهم بل في اعضاء اجسادهم، ومع ذلك فقد خضعت هذه كلها لأمر المسيح "ارسل كلمته فشفاهم"(مزمور۱۰۷: ۲۰)٠
السؤال ۱٤۷: لماذا استطاع المسيح أن يشفي كل أنواع الأمراض؟