Home
Links
Bible Versions
Contact
About us
Impressum
Site Map


WoL AUDIO
WoL CHILDREN


Bible Treasures
Doctrines of Bible
Key Bible Verses


Afrikaans
አማርኛ
عربي
Azərbaycanca
Bahasa Indones.
Basa Jawa
Basa Sunda
Baoulé
বাংলা
Български
Cebuano
Dagbani
Dan
Dioula
Deutsch
Ελληνικά
English
Ewe
Español
فارسی
Français
Gjuha shqipe
հայերեն
한국어
Hausa/هَوُسَا
עברית
हिन्दी
Igbo
ქართული
Kirundi
Kiswahili
Кыргызча
Lingála
മലയാളം
Mëranaw
မြန်မာဘာသာ
नेपाली
日本語
O‘zbek
Peul
Polski
Português
Русский
Srpski/Српски
Soomaaliga
தமிழ்
తెలుగు
ไทย
Tiếng Việt
Türkçe
Twi
Українська
اردو
Uyghur/ئۇيغۇرچه
Wolof
ייִדיש
Yorùbá
中文


ગુજરાતી
Latina
Magyar
Norsk

Home -- Arabic -- Revelation -- 190 (Judgments of the Lamb; Promises Concerning the Coming of the Messiah)

This page in: -- ARABIC -- Armenian -- Bulgarian -- English -- French? -- German -- Indonesian? -- Polish? -- Portuguese -- Russian -- Yiddish

Previous Lesson -- Next Lesson

رؤيا يوحنا اللاهوتي - ها أنا آتي سريعاً

شرح وتفسير للآيات الكتابية في سفر الرؤيا

الكتاب ٧ - نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا انتصار المَسِيْح في مجيئه الثَّاني وانبثاق العالَم الجَدِيْد (رؤيا ١٩: ١١- ٢٢: ٢١)٠

الجزء ١.٧ - مقدمة: توبوا، لانه قد اقترب ملكوت السماوات وهو في متناول اليد!٠

١- أحكام دينونة حَمَل اللهِ


يُدرك مَن يقرأ بروح الصَّلاة الأصحاحات الثمانية عشر الأولى مِن إعلان المَسِيْح للشيخ الجليل يُوْحَنَّا الذي نفاه الرومان إلى الجزيرة القاحلة "بَطْمُس"، أنَّ الأحكام التي تتزايد شدَّتها هي دعوة متكرِّرةٌ إلى التَّوبة لجميع الأُمم٠

يُعلن فرسان الرُّؤْيَا للناس نتيجة تعجرفهم بدون الله، تحت تأثير الفارس الأول المنتصر: لا شيء آخر سوى الحرب والموت وارتفاع الأسعار والجور الفاضح هي نتائج ممالك هذا الفارس المضادَّة للمَسِيْحيَّة وأنظمته الديكتاتورية والدِّيمقراطية. "لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إِشَعْيَاء ٤٨: ٢٢؛ ٥٧: ٢١؛ ٥٩: ٨). وهكذا أُعطي الفارس الثَّاني أن يأخذ السَّلام مِن الأرض كما أرادت غالبيَّة النَّاس، رغبةً منها في العيش بدون الإله الحقيقي الوحيد وبدون حَمَله المذبوح٠

تهزُّ أحكام دينونة البوق كيان النَّاس كزلزالٍ مروِّعٍ حتَّى يُدركوا نعمة خالقهم، ويرجعوا إليه شاكرين. كان النبي عاموس قد كلَّم بيت إسرائيل قائلاً لهم: "اُطْلُبُوا الرَّبَّ فَتَحْيَوْا" (عاموس ٥: ٦). ولكنَّ قلَّةً مِن الناس منذ ذلك الحين وحتَّى اليوم هي التي تتبع دعوة الرب على الرَّغم مِن أحكام دينونته، بينما تفضِّل الأكثريَّة تدمير بعضها بعضاً بحروب الإبادة، بدلاً مِن الخضوع لحَمَل اللهِ الوديع بالتَّوبة الصَّادقة٠

ستكون مهمة الشاهدَين في الأرض المقدَّسة هي إيقاع ضربات الرَّب التي أصاب بها المصريِّين قديماً، على الشَّعب المُختار، حتَّى يرجعوا عن أفكارهم الماكرة، وحبِّهم للمال، ومراءاتهم النَّاتجة عن ديانتهم المؤسَّسة على الشَّريعة. وعندما يقتل ضدُّ المَسِيْح شاهدَي حَمَل اللهِ يُدمِّر زلزالٌ قويٌّ أجزاء كبيرةً من المدينة المقدَّسة. ورغم ذلك كلِّه لن يعبد القدير إلاَّ قلَّةٌ مِن الشعب اليهودي ومن الأمم بداعي الخوف فقط، بدلاً مِن الرُّجوع بصدقٍ وإخلاصٍ إلى حَمَلِه٠

وستفوق دينونة جامات غضب الله أحكام الدَّيْنُوْنَة المنذرة التي سبقتها وتجعل الحياة لا تُطاق عَلَى الأَرْضِ. ولكن لن تُسْفِر حتَّى عقوبات الحَمَل الشَّديدة هذه عن إصلاحٍ للمستكبرين الذين بدل أن يتوبوا سيتحوَّل عدم إيمانهم إلى تجاديف علنيَّةٍ، فيُسيطر ابن الشِّرير على النَّاس بطريقةٍ لا تترك لمَن استحوذ عليهم جميعاً أيَّ مجالٍ للتَّوبة. وهؤلاء لن يُنكروا وجود الله، بل سيكرهونه ويُحمِّلونه مسؤوليَّة كربهم وبلاياهم، وفي غمرة تمرُّدهم على الله يُهيِّئون حرب إبادةٍ على المَسِيْح الآتي٠

ولكن ينبغي ألاَّ يصرفنا ازدياد شدَّة أحكام دينونة الله على النَّاس عن الموضوع الفعليِّ لسفر الرُّؤْيَا: التي أعلنها يَسُوْع بنفسه ليُوْحَنَّا في بَطْمُس حتَّى يدعو كنيسته إلى التَّوبة أوَّلاً٠

يجب أن يبدأ التَّطهير والتَّجديد والتَّقديس والتَّوبة النَّصوح بخدَّام يَسُوْع المَسِيْح المسؤولين. إن لم يكن ثمَّة تجديدٌ للذِّهن ورجوعٌ إلى حَمَل اللهِ بين المدعوِّين مِن الأمم، فالعالم الشِّرير أيضاً لن يتوب. لذلك تبدأ الدَّيْنُوْنَة الأخيرة "ببابل الزَّانية"، أي بالكنائس المتحرِّرة المتوجِّهة إلى مزج الأديان والمذاهب المتباينة والمعابد اليهوديَّة (الكنس) النَّافذة التي سيبتلعها أخيراً العالم المضادُّ للمَسِيْحيَّة٠

وإذا أراد الرَّب المقام أن يحفظ بعض قدِّيسيه، في الصِّراع الأخير بين السَّماء وجَهَنَّم، كشهودٍ على ضدِّ المَسِيْح وأتباعه، فلن يتمكَّن ملك هذا العالم مِن قتلهم، مهما بلغت قوَّته ودهاؤه. يبدو أكثر فأكثر أنَّ العالم محصورٌ بسلطان الشِّرير، ولكنَّ غلبة حَمَل اللهِ الوديع على الصَّليب قد تمَّت، وشهداؤه وأتباعه الملاحقون الكثيرون ليسوا أمواتاً بل أحياء عنده في الأبديَّة. فعَلَى الأَرْضِ يبدو سلطان المَسِيْح مكسوراً ومهدَّماً كما كان مرَّةً في الجلجثة، ولكنَّ العكس هو الصَّحيح، لأنَّ الرَّب الحيَّ سيعود مع خدَّامه ليُحرِّر أرضه مِن سلطان الشَّيْطَان٠

٢- الوعود بخصوص مجيء المسيح في العَهْد القَدِيْم


كانت الوعود المثيرة بمجيء المَسِيْح الثَّاني الوشيك معروفةً لدى الكنائس في آسيا الصُّغرى منذ كرازة الرَّسُوْل بولس (أعمال ٢٠: ١٧- ٣٨). وكان بعض أعضاء الكنيسة في أُوْرُشَلِيْم قد باعوا حقولهم وأملاكهم لانتظار المجيء الثَّاني المزمع قريباً لربِّهم ومخلِّصهم إذ عاشوا في شيوعيَّةٍ مَسِيْحيَّةٍ مِن المحبَّة المتبادلة مع الحمد والشُّكر. وانتظر اليهود غير المَسِيْحيِّين أيضاً اقتحام المسيا الموعود به في أسفارهم وقيادته إيَّاهم بعد خراب أُوْرُشَلِيْم (٧٠ م.) مِن وطيس المنفى إلى وطنهم٠

قصد الرَّب بإعلانه ليُوْحَنَّا أن يقوِّي الكنائس في آسيا الصُّغرى المؤلَّفة مِن يهود مؤمنين بالمسيَّا ومَسِيْحيِّين مِن خلفيَّةٍ هيلينيَّةٍ. لا بدَّ لهم في بدء الاضطهادات في الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة مِن أن يتعزَّوا بعلمهم اليقين أنَّ أهمَّ حدثٍ في المستقبل القريب ليس الضِّيقات أو الموت المقبل عليهم، بل المجيء الثَّاني الظَّافر للرَّب المقام. يجب أن تساعد وعود العَهْد القَدِيْم على حفظهم في رجائهم المتَّقد بانتظار المسيَّا الموعود:

قال القدير لأبرام: "يَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ". وأثبت الرَّسُوْل بولس فيما بعد أنَّ "نسل إبراهيم" هو شخصٌ واحدٌ، يَسُوْع المَسِيْح (تكوين ٢٢: ١٨؛ غَلاَطِيَّة ٣: ١٦)٠

وشهد يعقوب وهو يبارك ابنه أنَّ مِن يهوذا يخرج مَن له الصَّولجان وطاعة الأمم (تكوين ٤٩: ١٠؛ إِشَعْيَاء ٢: ٣؛ يُوْحَنَّا ٤: ٢٢- ٢٦ و٣٩- ٤٢)٠

وأكَّد موسى لشعبه قائلاً: "يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ" (تثنية ١٨: ١٥؛ انظر أيضاً ١٨: ١٨؛ إرميا ٢٣: ٥؛ يُوْحَنَّا ١: ٢١، ٤٥؛ ٦: ١٤؛ ٧: ٤٠؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ٣: ٢٢؛ ٧: ٣٧)٠

وشهد النَّبي الوثني بلعام قائلاً: يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ... وَيَتَسَلَّطُ الَّذِي مِنْ يَعْقُوبَ (عدد ٢٤: ١٧- ١٩)٠

وتلقَّى الملك داود مِن ربِّه الوعد المعزِّي: مَتَى كَمَلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً (٢ صَمُوْئِيْل ٧: ١٢- ١٤؛ مَزَامِيْر ٢: ٧؛ ٨٩: ٢٧؛ لوقا ١: ٣٢؛ عِبْرَانِيِّيْنَ ١: ٥)٠

وفي المَزْمُوْر ٢ يُخاطب الرَّب المسيَّا الموعود الذي سيصير جسداً بعد ألف سنةٍ في بيت لحم، قائلاً: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ (مَزَامِيْر ٢: ٧- ٩؛ دانيال ٧: ١٣- ١٤؛ أَعْمَال الرُّسُلِ ١٣: ٣٣؛ رؤيا ٢: ٢٧؛ ١٢: ٥؛ ١٩: ١٥)٠

ومنذ أيَّام تلك الوعود يُدعى المسيَّا الآتي أيضاً ابن داود. سيأتي ابن داود ملكاً وكاهناً، فهاتان الخدمتان ستجتمعان في شخصٍ واحدٍ. وينتظره اليهود حتَّى الآن بوصفه صاحب السُّلطان المظفَّر الذي لا يُقهَر٠

:تُشير أغانٍ عدَّة في العَهْد القَدِيْم إلى ابن داود، ويقول الله في إحداها

هُوَ يَدْعُونِي, أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي. أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ. إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي. وَعَهْدِي يُثَبَّتُ لَهُ. وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ, وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ. (مَزَامِيْر ٨٩: ٢٦- ٢٩)٠

:وبالنِّسبة إلى مجيء المسيَّا الموعود، تلقَّى النَّبي المشهور الإعلانات البارزة

لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً, وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ, وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً, مُشِيراً, إِلَهاً قَدِيراً, أَباً أَبَدِيّاً, رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ, وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ, لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ, مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. (إِشَعْيَاء ٩: ٦- ٧؛ انظر أيضاً ٧: ١٤؛ ١١: ١- ٥)٠

بعدئذٍ وعقب ترحيل معظم الشعب اليهودي إلى المنفى في بابل (سبي بابل)، ازدادت حدَّة وعود الله بخصوص مجيء المنقذ والمخلِّص والفادي والغالب. ومِن ثمَّ لم يقتصر نطاق الخلاص على إسرائيل بعد، بل بات الآن يشمل جميع الأمم (إِشَعْيَاء ٤٢: ١- ٧؛ ٤٩: ٥- ٦؛ ٥١: ٤- ٥ وغيرها). هنا تحقَّقت نيابة خادم الله عنَّا بطريقةٍ فريدةٍ في دينونة القدير، في العقاب والألم كهدف رئيسي لمجيئه وكشرط رئيسي لمجيئه الثاني:

لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا, مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ, وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. (إِشَعْيَاء ٥٣: ١- ١٢؛ الآيتان هنا ٤- ٥)٠

:أدرك إِشَعْيَاء أنَّ الآتي ليس سوى الرَّب نفسه، فكتب بعباراتٍ محدَّدةٍ كيف ينبغي للعالم أن يستعدَّ لمجيء المسيَّا

صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ, أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ, وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ, وَيَصِيرُ الْمُعَوَّجُ مُسْتَقِيماً وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلاً. فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعاً, لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ. (إِشَعْيَاء ٤٠: ٣- ٥)٠

:المناشدات للاستعداد لمجيء المَسِيْح قويَّةٌ وشخصيَّةٌ في العَهْد القَدِيْم، وكلُّ مَن يتبعها في روح الصَّلاة ينتعش ويتغيَّر بها

قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ, وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ, وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ. (إِشَعْيَاء ٦٠: ١- ٣)

:يُعرِّف المَسِيْح الآتي بنفسه مسبقاً في سفر إِشَعْيَاء، مخاطباً شعبه وجميع الأمم مباشرةً وكاشفاً لهم أسرار شخصه

رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ, لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ, أَرْسَلَنِي أَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ, لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ, وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ, وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. (إِشَعْيَاء ٦١: ١- ٢؛ انظر أيضاً الآيات ٣- ٥؛ لوقا ٤: ١٨)٠

:تلقَّى النَّبي ميخا نبوءةً مثيرةً قبل ٧٥٠ سنة مِن ميلاد المسيَّا، وهي مكان تجسُّده

أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ, وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا, فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ, وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ القَدِيْم مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ. (ميخا ٥: ٢)٠

:ورأى النَّبي زكريَّا في رؤياه دخول المَسِيْح الظَّافر إلى أُوْرُشَلِيْم

اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ, اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُوْرُشَلِيْم. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ مِنْ أُوْرُشَلِيْم وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ, وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ, وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. (زكريَّا ٩: ٩- ١٠)٠

:وتخويل يَسُوْع الحاسم للسُّلطان بعد صعوده أُعلِن للنَّبي دانيال

كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى القَدِيْم الأَيَّامِ, فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ, وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. (دانيال ٧: ١٣- ١٤؛ رؤيا ٥: ١- ١٤)٠

:رأى الملك داود الذّروة في حياة المسيَّا فأبرزها في المَزْمُوْر التَّالي

قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي, اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ. شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ, فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ. لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ. (مَزَامِيْر ١١٠: ١- ٣)٠

:إضافةً إلى ذلك سمع النَّبي زكريَّا كلاماً خاصّاً بخصوص مجيء المسيَّا في الأيَّام الأخيرة

فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ يَوْمَ الْقِتَالِ. وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُوْرُشَلِيْم مِنَ الشَّرْقِ, فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِياً عَظِيماً جِدّاً, وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ... وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلَهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ...وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلِكاً عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ وَحْدَهُ وَاسْمُهُ وَحْدَهُ. (زكريَّا ١٤: ٣- ٩، الآيات هنا ٣- ٤، ٥، ٩)٠

:أخذ الرَّسُوْل يُوْحَنَّا في سفر الرُّؤْيَا وعداً حاسماً لمعظم اليهود بخصوص مجيء المسيَّا مِن النَّبي زكريَّا

وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَلْتَمِسُ هَلاَكَ كُلِّ الأُمَمِ الآتِينَ عَلَى أُوْرُشَلِيْم. وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُوْرُشَلِيْم رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ: فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ, الَّذِي طَعَنُوهُ, وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ, وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. (زكريَّا ١٢: ٩- ١٠)٠

وللعبارة الرَّئيسيَّة لهذا الوعد لزكريَّا (بالحروف المائلة) يشهد يُوْحَنَّا في الرُّؤْيَا (١: ٧) بالعبارة نَعَمْ آمِينَ كوعدٍ مِن الله سيتحقَّق حتماً٠

:وعلى عتبة نقطة التَّحول في التَّاريخ تنبّأ يُوْحَنَّا المعمدان بمجيء المسيَّا كديَّانٍ قاسٍ في الوهلة الأولى

وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ، هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوْح القُدُس وَنَارٍ. الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيَحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ (متَّى ٣: ١٠- ١٢)٠

:ولكن بعدما اعتمد يَسُوْع المَسِيْح في نهر الأردن، أدرك يُوْحَنَّا المعمدان سرَّ ابن مريم، فغيَّر موقفه اللاَّهوتي وأعلن بشجاعةٍ ما هو المسيَّا في الواقع

وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوْحَنَّا يَسُوْع مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ هُوَذَا حَمَل اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَِنَّهُ كَانَ قَبْلِي. .. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي الَّذِي تَرَى الرُّوْح نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوْح القُدُس. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ (يُوْحَنَّا ١: ٢٩- ٣٠، ٣٣- ٣٤)٠

يستطيع مَن يقارن الوعود العديدة في أسفار العَهْد القَدِيْم التِّسعة والثَّلاثين أن يتفهَّم التَّفكير اليهوديَّ ويُدرك صفات ووظائف المسيَّا الذي ينتظره اليهود٠

ينتظر أولاد يعقوب "ابن داود" الذي أقرَّه الرَّب إله عهدهم كابن الإنسان.وهم ينتظرون أن يحكم كملك قويِّ جميع الأمم بقضيبٍ مِن حديدٍ في أُوْرُشَلِيْم٠

أمَّا الوعود أنَّ ابن داود سيكون ابن الإنسان وكذلك ابن الله والرَّب نفسه فلم تلقَ إلاَّ صدىً محدوداً في الإيمان اليهوديِّ على أنَّ هذه الشَّهادات تظهر مراراً كثيرةً في العَهْد القَدِيْم٠

وكذلك النُّبوءة أنَّ المسيَّا سيموت كأذلِّ بديلٍ للخطاة في دينونة غضب القدُّوس، ويُصالح كحَمَل اللهِ بموته الكَفَّارِيّ العالمَ الفاسد مع خالقه، غير مفهومة مِن قبَل معظم المؤمنين بالتَّوراة٠

لم يبدأ تقسِّي قلب شعب العهد القديم برفض يَسُوْع والرَّسُوْل بولس فحسب، بل كان هذا التَّقسي ظاهراً قبلاً في سفر إِشَعْيَاء (إِشَعْيَاء ٦: ٨- ١٣). وقد غلب يَسُوْع هذا القَدَر الممل حين أطلق العمى والصَّمم مِن شعبه المختار في أتباعه وأعلن وحيه لبقيَّته المقدَّسة:

وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَِنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَِنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا. وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا (متَّى ١٣: ١٦- ١٧)٠

ينتظر كثيرٌ مِن اليهود بشوقٍ عارمٍ مَسِيْحهم الذي سيجمعهم مِن جميع الدُّول في جميع أنحاء العالم ويُوحِّدهم ليصيروا شعباً قويّاً. ويُنقَل عن حاخامٍ قوله: "إنَّ المسيَّا سيدخل أُوْرُشَلِيْم راكباً على حمارٍ إن لم يحفظ سكَّان المدينة المقدَّسة أحكام السَّبت. ولكنَّه سيأتي على السَّحاب إذا تمَّم اليهود جميعاً بأمانةٍ شريعة موسى"٠

وكلٌُّ مَن يشهد في هذه الأيَّام لبني يعقوب أنَّ يَسُوْع النَّاصري المصلوب هو المسيَّا الموعود، وابن الله، وملك اليهود يُعتبَر مجدِّفاً في نظرهم. فمعظم اليهود لا ينتظرون حَمَل اللهِ بل قائداً عسكريّاً (جنرالاً) قويّاً مظفَّراً. والوصول الأوَّل للمسيّا ظلَّ مستتراً بالنِّسبة إليهم. ولكن إن أتى آخَر، قبل رجوع المسيَّا الحقيقي، باسم نفسه، وحكم بسلطانٍ وحنكةٍ عظيمين، لأصغوا إليه وقَبِلوه (يُوْحَنَّا ٥: ٤٣؛ ٨: ٤٢- ٤٦)٠

لكنَّ روح الله فتح أعين وآذان الرُّسل، فأدركوا المجيء الثَّاني المستور أوَّلاً وكذلك الأساسي للمسيَّا، إذ إنَّ يَسُوْع كان قد أقام لهم مثالاً وكشفه. بَيْدَ أَنَّهم لم يُدركوا هذا الإعلان الحقيقي غير المنطقي – بل الرُّوْحي – وسرعان ما اختبروا تغييراً مؤلماً وجذريّاً في تفكيرهم٠

صلاة: أيها الآب الحبيب في السماء، نشكرك ونسجد لك، لأنك لم تلعنتا ولا تدمر عالمنا الفاسد، بل أرسلت إبنك الوحيد ليخلصنا ويفدينا، ويرفع خطيئة العالم، ويحتمل قصاصنا، و يفدينا من الدينوتة الآتية حتما. آمين٠

:سؤال

٢٣٠. أي وعد من وعود العهد القديم تعلن مجيء المسيح الثاني؟

www.Waters-of-Life.net

Page last modified on November 28, 2012, at 12:39 PM | powered by PmWiki (pmwiki-2.3.3)