Home -- Arabic -- John - 115 (The word before incarnation)
Previous Lesson -- Next Lesson
يوحنا - النور يضيء في الظلمة
سلسلة دروس كتابية في إنجيل المسيح حسب البشير يوحنا
الجزء الرابع النّور يغلب الظلمة (١٨: ١- ٢١: ٢٥)٠
ثانيّاً: قيامة المسيح مِن بين الأموات وظهوراته المختلفة (٢٠: ١- ٢١: ٢٥)٠
١- الحوادث صبيحة أحد الفصح (٢٠: ١- ١٠)٠
أ- مريم المجدلية في القبر الفارغ (٢٠: ١- ٢)٠
١ وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً, وَالظَّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. ٢ فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ, وَقَالَتْ لَهُمَا, أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ٠
كان التلاميذ والنسوة اللواتي تبعن يسوع، مسحوقين جميعاً مِن أحداث يوم الجمعة الحزينة. وقد نظرت النسوة على البعد كيف وُضع يسوع في القبر الفخم. ولقد اضطر التلاميذ ومعهم النسوة للعودة سراعاً إلى دورهم، لكيلا يلاموا بكسر السبت الّذي ابتدأ عشيّة الجمعة عند الساعة السادسة مساء٠
وفي ذلك السبت العظيم الّذي وافق فيه يوم عيد الفصح، لم يستطع أحد الذهاب إلى قبر يسوع. وبينما كانت الجماهير مبتهجة بمصالحة الله مع الأمّة في رمز الحملان المذبوحة، قعد المسيحيون مجتمعين بخوف وبكاء واضطراب، لأنّ رجاءهم قد دُفن بدفن ربّهم. وعشيّة هذا السبت العظيم ما لاق بالنسوة الخروج مِن أبواب المدينة، ولا شراء الطّيب واللوازم لدهن يسوع. فانتظرن مترقبات فجر يوم الأحد. ولم يكتب لنا البشير يوحنّا عن النسوة الأخريات اللواتي رافقن مريم المجدلية، بل أبرزها لوحدها. إنّما نجد ذكر النساء الأخريات في قول مريم المجدلية إذ تكلّمت بصيغة "نحن". فسالومي أم يوحنّا البشير وبعض اللواتي كنّ معها واقفات عند الصليب مساء الجمعة الحزينة، انطلقن معاً في صبيحة الأحد، ليدهنّ جثّة يسوع، ويبكين عليه تذارفاً. وكان الوقت فجراً باكراً لَمّا اقتربن هلعات مِن الحزن وفجيعة المحبّة إلى القبر، الّذي ظنّنه مختوماً. وكان رجاؤهن كالليل مظلماً واليأس خيّم عليهنّ. لأنّ نور القيامة لم يضيء عليهن، والحياة الأبديّة لم تشرق في أذهانهنّ٠
فعندما وصلن إلى القبر فزعن إذ شاهدن الحجر الكبير، الّذي كنّ مِن وقت وجيز وهن قادمات يتحيّرن كيف سيستطعن زحزحته، فرأينه متدحرجاً عن فم القبر جانباً٠
وهكذا فالقبر المفتوح إذا، كان أوّل معجزة في فجر القيامة العظيمة. وهو الشهادة لهمومنا وعدم إيماننا، لأنّ المسيح هو القدير المستطيع أن يدحرج كلّ الحجارة الضاغطة على قلوبنا. فمَن يؤمن ير عون الربّ. وبازالة الحجر انفتح الطريق إلى يسوع. فسقطت خطايانا، وأصبح طريقنا إلى الله معبّداً، حتّى ولو أهملناه سابقاً بعدم إيمان ويأس مرير. إنّ الإيمان يرى مستقبلاً عظيماً٠
ولم يخبرنا يوحنّا عن ظهور الملائكة لأنّ هذه الأحداث كانت معروفة في الكنيسة. وربّما سبقت مريم المجلية زميلاتها ومدّت رأسها إلى داخل فجوة القبر، فرأت ان الجسد ليس موجوداً. ففزعت وانطلقت رأساً إلى التلاميذ، لأنّها تأكّدت انّ هذه المعجزة الثانية لفجر القيامة، ينبغي ان يعرفها مقدام الرسل وبقيّة الحواريين. أمّا النساء الأخريات فبقين هنالك حول القبر مشدوهات ورائيات ملائكة حضوراً. والمجدلية ما ان وصلت إلى بطرس والتلاميذ معه، وهي عارفة أين هم مختبؤن، حتّى انفجرت قائلة فُقد جسد يسوع. لا بدّ ان أحداً أخذه لسبب ما، هذه جريمة مضاعفة. ونجاسة مقشعرة. فبهذا يبيّن انّها والتلاميذ كانوا جميعاً عميان بالرّوح، لأنّهم ظنّوا أنّ أحداً سلب جسد الرّبّ. وما طرأ على بالهم أنّ الرّبّ قام مِن بين الأموات، لأنّه الرّبّ. وكفى بذلك دليلاً حاسماً٠
ب: تسابق بطرس ويوحنّا للقبر الفارغ (٢٠: ٣- ١٠)٠
٣ فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. ٤ وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ, ٥ وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً, وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ٠
"+ابتدأ سباق التلميذان إلى القبر، فصارت مسابقة المحبّة. فكلّ منهما أراد أن يكون الأوّل عند يسوع. وأخذ بطرس الكبير في السن يلهث وراء الفتى السريع يوحنّا. ولم يقدر به لحاقاً. وكلاهما نسيا خوفهما مِن الجواسيس والحرّاس ومرّا مِن باب المدينة سعيّاً إلى سيّدهما. ولَمّا وصل يوحنّا إلى القبر فما دخله لأنّ رهبة مقدّسة أوقفته لكنّه نظر إلى القبر المنحوت بالصخر، وأدرك فجأة في وسط طيّات الظلمات الأكفان البيضاء ملفوفات ومتروكات كما الشرنقة المتخلية عنها دودة القز. فلم تسقط وتتلخبط الأكفان المبتلة طيباً عندما فارقها يسوع، بل ظلّت مستديرة كما كان فيها ولم يتغيّر وضعها. فهذه هي المعجزة الثالثة لحادثة القيامة. فلم يمزّق المسيح الأكفان الملتفة عليه بل انسرب منها بهدوء. والملائكة ما دحرجت الحجر عوناً للرب ليستطيع الخروج. كلاّ بل لمساعدة النسوة والتلاميذ للرؤية، لأنّ الرّبّ مرّ مِن وسط الصخور خارجاً مِن قبره٠ +'
الصّلاة: أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نشكرك لأنّك قمت مِن بين الأموات. فأنت الغالب على كلّ الظلمات. فلقد فتحت لنا الطريق إلى الله، وترافقنا في وادي ظلّ الموت، ولا تتركنا، لأنّ حياتك هي حياتنا، وقوّتك تكمل في ضعفنا. فنسجد لك ونحبّك، لأنّك منحت لكلّ المؤمنين بك رجاء ظافراً٠
السؤال: ١٦- ما هي الأدلّة الثلاثة البارزة لقيامة المسيح؟